بكل جرأة يكتبها محمد عبد المؤمن / سؤال للنهضويين : هل الغنوشي معصوم من الخطأ؟

بات اليوم واضحا ان تشكيل الحكومة وصل الى طريق مسدود مثلما حصل سابقا مع الحبيب الجملي.

في المرة الاولى اتهم التيار الديمقراطي ومعه حركة الشعب بكونه هو المتسبب في ذلك وقبل الامر وقلنا ان التيار بالغ وما كان عليه ان يطالب بوزارات سيادية وكان من الافضل لو رضي بوزارة البيئة والشؤون الدينية ويمكن اضافة وزارة العلاقات مع منظمات المجتمع المدني اما الداخلية والعدل فهي صعبة ولم يحن وقتها بعد.المهم أسقطت حكومة الجملي بعد ان امتنع الجميع عن التصويت لها باستثناء النهضة وائتلاف الكرامة.

أما سبب سقوط هذه الحكومة فكونها وفق من رفضوها حكومة نهضوية .

في المرحلة الموالية تم اختيار شخصية من قبل رئيس الجمهورية من بين الأسماء التي اقترحتها الأحزاب وكان الاعتقاد ان الفخفاخ سينجز مهمته بسهولة خاصة بعد ان اكد التيار كونه تنازل عن شروطه السابقة لكن فجأة و”على حين غرة” من الجميع يطلع الغنوشي ويهبط ويضرب خماسو في سداسو ويقول بطلت من حكومة ثورية نحب قلب تونس في الحكومة الجديدة.

اما لماذا غير موقفه ولماذا هذا الاصرار العجيب الغريب فإلى الان لا نعلم شيئا فلعله كشف عنه الحجاب فعرف ان القروي لم يعد فاسدا ومافيا وصار نفس مومنة مثلما يريدها الغنوشي قدس الله سره.

السؤال هنا للنهضويين ان كانوا قيادات او قواعد وهو سؤال منطقي اخباري لا انكاري: هل ان الغنوشي معصوم من الخطأ وهل ما يقوله ويقرره قرآن منزل لا يناقش.

البارحة قال اريد حكومة بلا قلب تونس فقيل له  : هاو الكلام الصندي.

اليوم قال اريد حكومة بقلب تونس فقيل له: هاو الكلام الصندي

وغدا ماذا سيقول ؟ اريد حكومة مع عبير موسي فهل سيقال له : هاو الكلام الصندي.

المشكلة ليست في مشاركة نبيل القروي او عبير موسي او غيرهم .المشكلة تتجاوز هذا الى كون البلاد معطلة وما يحصل يؤثر على الدولة وعلى مؤسساتها ومخطئ من يتصور ان الوزراء في حكومة تصريف الاعمال مازالوا مسموعي الكلمة في وزاراتهم فالكل يسرح ويمرح كيفما يشاء “وغيب يا قط ألعب يا فار ” .

في 2014 قرر الغنوشي التحالف مع نداء تونس والتبرير حينها حكومة وحدة وطنية وهو ما لم يحصل بل حزب هو في الحقيقة نادي اصحاب المصالح ادخل لدواليب الدولة النطيحة والكسيحة وما اكل السبع وقضايا الفساد والتجاوزات بدأت تتكشف وتظهر .

مع هذا الحزب تم تمرير قانون المصالحة الذي هو في الحقيقة عفو عمن ارتكبوا تجاوزات ونهبوا موارد الدولة.

اليوم الغنوشي يريد نبيل القروي وهو يدرك ما يتعلق به من تجاوزات نقول هذا مع الاحترام لبعض القيادات في حزب قلب تونس لكن كيف سيحارب الفساد مع من عليه قضايا فساد.

اقول هذا واستغفر الله لي ولكم .

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!