جلبار نقاش : من “بريسبكتيف” الى الزنزانة الى “كريستال” فقصر قرطاج
لم يسعدني مشهد بقدر ما اسعدني مشهد جلبار نقاش في قصر قرطاج مقابلا رأس السلطة…
لا يهم من هو الحاكم وما اسمه وما توجهه ولا حتى صلاحياته المهم اننا عشنا لنرى طريد الامس وسجين البارحة في زنزانة والذي عذب وسلبت انسانيته من الحاكم بأمره يضع قدمه في قصر الحكم والسلطة والذي كان امس رمز الجبروت والخوف والقمع. بالأمس كان هناك الزعيم الذي سجن وعذب جلبار وغير جلبار . بالأمس كان اليساري الشاب مطاردا ثم مسجونا يخفي اغلفة علب السجائر من نوع “الكريستال” ليكتب روايته خفية عن الحارس والسجان والمخبر والواشي.
بعد الامس صار جلبار مهمشا ومنبوذا منعوتا بالإصبع… هو الخائن للسيد . سيد القصر الذي انقلب على سيد القصر الآخر …
هرب جلبار كما كثير غيره الى أوروبا يبحث عن مكان تسكن فيه نفسه ويرتاح ويحس كونه انسان …كونه نفس تريد الحرية وعندما طلبتها رميت وراء القضبان.
جلبار نقاش هذا اليساري” البريسبيكتيفي” العاشق للحرية لم ينصف حتى بعد الثورة ولفظته السلطة الجديدة باسم هويته و” طول لسانه” ولأنه تحدث عن “كريستال”.
عندما نذكر جلبار نقاش نذكر السيدة سهام بن سدرين الوحيدة التي اعطته المجال ليبكي ويشتكي وليسمعه المستمعون يروي ويفصل ويخبر عما حصل واليوم يجلس في قصر السلطة مع رأس السلطة وقد رحل من عذبوه وسجنوه وقمعوه ونفوه…
جلبار نقاش ومن مثل جلبار نقاش لم يطلبوا تعويضا ولا كيسا فيه ألف دينار من الحاكم بل طلبوا ان تعترف الدولة بكونها أخطأت معهم وفي حقهم وأن يعرف الشباب ما قدموه من أجل هذا الوطن .
محمد عبد المؤمن