جريمة مروّعة في سيدي بوزيد: خلاف حول سعر السجائر ينتهي بجريمة قتل

أخبار تونس – الجرأة نيوز | في حادثة هزّت الرأي العام المحلي والوطني، عاشت منطقة سيدي بوزيد مساء أمس على وقع جريمة قتل بشعة راح ضحيتها مواطن ثلاثيني يُدعى محمد عثماني العيفي، بعد أن دخل في ملاسنة كلامية حادة مع صاحب محل لبيع السجائر، سرعان ما تطورت إلى اعتداء دموي.

وبحسب إفادات شهود عيان تحدثوا لمراسل “الجرأة نيوز”، فإن الضحية احتج على الزيادة في سعر علبة السجائر، مما أثار غضب البائع الذي ردّ عليه بطريقة استفزازية وحادة. ولم تمضِ سوى لحظات قليلة حتى تحوّل النقاش إلى عراك بالأيدي وسط ذهول الحاضرين.

لكن المأساة لم تتوقف عند هذا الحد، حيث استلّ صاحب المحل سكينًا حادًا كان يخفيه خلف الطاولة، ووجه للضحية ثلاث طعنات قاتلة، إحداها على مستوى القلب، وأخرى في البطن، والثالثة في الرقبة، ليفارق الحياة على عين المكان رغم محاولات الإسعاف.

الضحية من عائلة معروفة في سيدي بوزيد، وكان يستعد للزواج نهاية هذا الصيف. شهادات المقربين منه وصفته بالشاب الطيب والمتخلق، الذي لم يكن معروفًا بسوء السلوك أو افتعال المشاكل.

 فور وقوع الجريمة، تحوّل أعوان الأمن إلى مكان الحادث حيث تم إيقاف الجاني وتحويله إلى مركز الإيقاف، في انتظار استكمال الأبحاث تحت إشراف النيابة العمومية، التي أذنت بفتح تحقيق رسمي في ملابسات الجريمة ودوافعها.

 ردود الفعل على منصات التواصل الاجتماعي كانت غاضبة وصادمة، حيث اعتبر العديد أن ما حدث “كارثة إنسانية”، تعكس ارتفاع منسوب العنف في المجتمع التونسي، وانعدام ثقافة الحوار أمام مشكلات بسيطة.

 ويُشار إلى أن جرائم القتل لأسباب تافهة أصبحت تتكرّر في عديد المناطق التونسية، مما يطرح تساؤلات جديّة حول دور الأسرة، والمدرسة، والإعلام، وحتى الدولة في نشر ثقافة السلم وفض النزاعات دون لجوء للعنف.

 هذا وتُطالب منظمات المجتمع المدني في الجهة بضرورة تشديد الرقابة على المحلات العشوائية المنتشرة، والتي لا تلتزم في الغالب لا بالقانون ولا بشروط السلامة.

Scroll to Top