مازالت جريمة القيروان تلقي بظلالها على الرأي العام، بعد أن أقدم زوج على اقتلاع عيني زوجته بطريقة وحشية، ما تسبب لها في عاهة دائمة وضرر نفسي وجسدي بالغ، في واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها تونس خلال السنوات الأخيرة.
ورغم ترويج بعض الروايات عن علاقة الحادثة بكنز مزعوم وشعوذة، فإنّ شهادات جديدة من عائلة الجاني فنّدت هذه الفرضية وقدّمت رواية مغايرة لما تم تداوله.
شقيق الجاني: “كان مريضًا وسبق أن نُقل إلى مستشفى الرازي”
أفاد شقيق المتهم في تصريحات إعلامية أن الجاني يعاني من اضطرابات نفسية حادة، وكان قد خضع سابقًا للعلاج والإقامة بمستشفى الرازي للأمراض العقلية، غير أنه توقف مؤخرًا عن تناول أدويته، ما أدّى إلى انتكاسة نفسية حادة تسببت في نوبة هيجان صباح يوم الجريمة.
وبحسب أقوال الشقيق، فإن الرواية المتداولة حول الكنز والشعوذة لا أساس لها من الصحة، مؤكدًا أن شقيقه لم يكن يسعى للثراء، بل كان في وضع نفسي هش وخطر بعد توقفه عن العلاج.
تفاصيل جريمة القيروان: من العودة إلى الجحيم
تشير اعترافات الجاني إلى أنه زار زوجته في منزل والديها مساءً وأقنعها بالعودة معه إلى منزل الزوجية، في محاولة لإعادة المياه إلى مجاريها. غير أن الأمور انقلبت تمامًا عند الفجر، حيث استيقظ الزوج في حالة هستيرية وقام بتنفيذ جريمته دون وعي كامل بما كان يفعل، وفقًا لشهادات العائلة.
وقد استُخدمت أداة حادة في الاعتداء، ما أدى إلى اقتلاع عيني الضحية بطريقة وحشية وسط صدمة عائلتها والمجتمع المحلي.
تطورات التحقيق: تهم ثقيلة ومتابعة للوضع العقلي
أكد الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بالقيروان أن التهم الموجهة إلى المتهم تشمل:
-
محاولة القتل العمد مع سابقية الإضمار
-
الاعتداء بالعنف الشديد المؤدي إلى تشويه بالوجه وقطع جزء من البدن
وقد تم إحالة الملف إلى قاضي التحقيق الذي سيُجري معاينات إضافية ويُشرف على تقييم الحالة النفسية للمتهم، مع إمكانية خضوعه لكشف طبي دقيق في إطار استكمال البحث.
الرأي العام يطالب بالعدالة والرعاية النفسية
أثارت جريمة القيروان صدمة وطنية وسط مطالب بتشديد العقوبات على مرتكبي جرائم العنف الأسري، ودعوات لتفعيل الرقابة النفسية على من يعانون من اضطرابات عقلية قد تُهدد حياة من حولهم.