تواصل حريق مصب برج شاكير انبعاثات سامة و حالات اختناق (صور)

لليوم الثامن على التوالي يتواصل حريق مصب النفايات ببرج شاكير بسيدي حسين بالعاصمة دون التمكن من إخماده تماما ما يُنبئُ بكارثة بيئيّة وانسانية تهدّد سكان أحياء العطار و20 مارس وسيدي حسين والجيارة وبرج شاكير وبيرين.

وفي اتصال بالصحفية إيمان غالي القاطنة بمنطقة الجيارة بسيدي حسين، أكّدت تواصل حريق المصب منذ ليلة عيد الفطر إلى غاية اليوم، ومازاد الطين بلّة هوا تواصل إلقاء الشاحنات للفضلات بالمصب ما يُسهم في تغذية النيران أكثر، ولم يكترث سائقو الشاحنات بمطالب الأهالي بالكف عن رمي الفضلات والنيران مشتعلة.
ووصفت إيمان غالي ماحدث بالكارثة، مشيرة إلى وجود أطنان من النفايات لها أكثر من 20 سنة بالمصب، وعملية احتراقها تفرز غازات وأدخنة سامة وروائح كريهة جدّا، ولفتت إلى سماع انفجارات بالمصب في إشارة إلى وجود فضلات تنفجر حال احتراقها.
من جهته اعتبر عضو المجلس البلدي ببلدية سيدي حسين أسامة الهمامي، في تصريح لحقائق أون لاين، اليوم الاربعاء 12 جوان 2019، أن السلطات المعنيّة لم تُعر الحريق الأهمية التي يتطلبها منذ البداية وقلّلت من خطورته واعتبرته حريقا عاديّا، ولوكان التدخّل جديّا وناجعا منذ البداية لما بلغ حجم الكارثة، مبينا أن الحريق حاليا في مراحله الأخيرة بعد تضافر جهود الوزارات المتداخلة.
ولفت إلى أن مصب الفضلات ببرج شاكير لا يُستغل بصفة علميّة بل أصبح مصبّا عشوائيّا فعلاوة على النفايات المنزليّة توجد به نفايات ليست معروفة ومواشي نافقة يُعتقد انها تحمل أمراضا وفيروسات خطيرة ومواد طبية.
وأكد أسامة الهمامي أن سيارات الحماية المدنية تتدخل يوميا لتقل مواطنين تضرّروا جراء الدخان من حالات اختناق وانتفاخ وطفح جلدي، لافتا إلى وجود مركز الوسيط بسيدي حسين الذي وفرت به وزارة الصحة تجهيزات وأطباء للتدخل في الابان، معبرا عن تخوفه من أثر الانبعاثات على صحة المواطنين على المدى المتوسط والبعيد كالاصابة بسرطان الرئة، أو حساسية كبيرة.
ولم يستبعد محدثنا أن يكون الحريق بفعل فاعل للتخلص من تراكمات سنوات طويلة من النفايات التي أصبحت تمثل عبئا، لافتا إلى وجود عصارة تتسرب من النفايات تمثل خطرا على المائدة المائيّة فضلا عن انبعاثات لغاز TH4 السام وغاز الـ CO2 الذي يمثل خطرا كبيرا على المتساكنين، وانتقد في هذا السياق قيام وزارة البيئة بتظاهرة يوم دون سيارات للحد من الانبعاثات الملوثة والحال أن المصب يصدر انبعاثات شديدة الخطورة على صحة الانسان وطبقة الاوزون ولم تتدخل لايقاف ذلك.
وقال اسامة الهمامي: “لا بدّ للوزارات المعنية أن تشخص الوضع الحالي لمصب النفايات ببرج شاكير وان توكل هذه المهمة لمختصين في الشأن البيئي وأن تخصّ جهة سيدي حسين والأحياء المجاورة له والمتضررين من هذا المصب بالتمييز الايجابي في التنمية والصحة.
وبيّن أنهم كمجلس بلدي قدموا عريضة إلى وكيل الجمهورية قبل اندلاع الحريق وتم تعيين 3 خبراء لتشخيص وضعية المصب وعدل منفذ لمعاينة الأضرار.
يذكر أن النايبة النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية تونس 2، أذنت بفتح بحث تحقيقي لمعرفة ملابسات حريق مصب الفضلات ببرج شاكير بسيدي حسين من ولاية تونس، وفقا لما أفاد به الناطق الرسمي باسم المحكمة معز بن سالم.
وقال بن سالم في تصريح لحقائق أون لاين، إن النيابة العموميّة أذنت بفتح البحث منذ بداية اندلاع الحريق، وعلى ضوء ما ستثبته الأبحاث سيتمّ توجيه التهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى