تقييم للمترشحين من خلال حملاتهم الانتخابية: مورو والشاهد وجمعة والمرزوقي خلفهم”ماكينات” والبقية كل له أسلوبه

تونس/الجرأة نيوز: أيام قليلة وتنتهي الحملات الانتخابية التي كانت هذه المرة مخالفة بشكل كلي لما حصل في انتخابات 2014 على عدة مستويات.

المستوى الأول أنه ليست هناك وضعية استقطاب ثنائي خاصة بين حداثيين واسلاميين ونظام قديم و”ثورجيين” وثوريين وايضا ليس هناك شبه اجماع على اسبقية مرشحين فقط وهما المنصف المرزوقي والباجي قائد السبسي رحمه الله كما في الانتخابات السابقة.

المستوى الثاني للاختلاف هو ان وسائل الترويج اختلفت كثيرا فلم يعد هناك أي اعتماد على الصحافة المكتوبة التي ادركت الامر وتركت المكان للصحافة الالكترونية والفيسبوك .

المستوى الثالث ان المرفق الاعلامي العمومي تموقع في الصدارة أي في التأثير خاصة مع تنظيمه لمناظرات بين المترشحين تواصلت لثلاثة ايام وتمت متابعتها بشكل غير مسبوق وبذلك أزا القنوات الخاصة ذات الأجندات.

الماكينات الانتخابية

في انتخابات 2014كانت هناك “ماكينة” رهيبة استخدمها ووظفها حزب نداء تونس جمعت رجال أعمال واصحاب مؤسسات اعلامية واعلاميين  واستفادت من ماكينة موازية كانت للتجمعيين والدساترة .

هذه الماكينة الانتخابية لم تعد قائمة في 2019 فكل الظروف تغيرت والتجمعيون انقسموا على بعضهم وانصهروا في عدة احزاب بما فيها النهضة .

عمليا ومن خلال الفترة التي مرت على انطلاق الحملة الانتخابية رسميا يمكن ان نقول ان الصورة توضحت بشكل جيد.

أول ما نرصد هنا هو : من امتلك ماكينة انتخابية ضخمة أي له امكانيات مادية ولوجستية اكثر من غيره؟

هذا الامر يمكن رصده بسهولة فهناك طرفان يمكن ان نضعهما في المرتبة الاولى : أولا ماكينة النهضة التي تغلغلت في كامل البلاد ولها ايضا تواجد مكثف في البلدان التي سيقترع فيها المهاجرون التونسيون.

الطرف الثاني هو تحيا تونس وقد بدا جليا كون هذا الحزب دخل بامكانيات كبيرة ان لم نقل ضخمة رغم حداثة تأسيسه وهو يذكرنا بتجربة نداء تونس.

هنا يمكن الاشارة الى ملاحظة هامة وهي ان كلا الطرفين أي النهضة وتحيا تونس وبالتالي عبد الفتاح مورو ويوسف الشاهد استطاعا استقطاب وسائل اعلام وما يسمى “بالذباب الالكتروني ” وهذه الميزة مكنتهم من توسيع الحملة الانتخابية خاصتهم .

بعد هذين الطرفين نجد مرشحين آخرين لهم امكانيات وماكينتهم وان بأقل امكانيات وهما المنصف المرزوقي ومهدي جمعة فهذان يظهر من خلال عملهما في الحملة انهما يمتلكان امكانيات لا يستهان بها.

هناك في مستوى آخر مترشحين لهم ماكينات صغرى لكنها مؤثرة ولو نسبيا ونقصد: محمد عبو- لطفي المرايحي- عبد الكريم الزبيدي .

بالنسبة لبقية المترشحين فهم يعولون على امكانياتهم وبعض المساعدة من انصار لهم فنجد الهاشمي الحامدي والصافي سعيد وقيس سعيد وسيف الدين مخلوف واغلبهم يوظف الخطابة وحتى الشعبوية للتأثير وحتى “الدمغجة” ولو انها صفة تشمل كل المترشحين بلا استثناءات.

تبقى مسألة اخرى طرحت في انتخابات 2014 وتطرح مجددا وهي : هل هناك مترشحون للرئاسة مدعومين او مسنودين من اطراف خارجية؟

هذا الامر هو من مشمولات الهيئة المستقلة للانتخابات التي تعمل على مراقبة الحسابات والانفاقات للمترشحين والاحزاب ونرجو الا يتكرر ما حصل في انتخابات 2014 المتعلقة بالرئاسة حيث رصد كون هناك مترشح تلقى مليارا من جهة اجنبية والى الآن لا يعرف من هو رغم ان الملف فتح حوله تحقيق لكننا نعلم ان اللجان والتحقيقات كثيرا ما تقود الملفات الى النسيان وغلق الملفات نهائيا وهو امر نكاد نتعود عليه.

كل مواطن يسأل من الأوفر حظا؟

نحن حاليا في فترة حملة انتخابية ومثل هذه الأسئلة لا يجاب عنها.

محمد عبد المؤمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى