تطورات المصالحة : النهضة تعدل حساباتها للتخلي عن المشيشي لكنها تضع شرطا امام قيس سعيد

تونس – الجرأة نيوز :

اخذ موضوع بوادر المصالحة التي ظهرت مؤشراتها بين النهضة ممثلة في رئيسها راشد الغنوشي ورئيس الجمهورية انتشارا كبيرا داخليا وخارجيا.

فبالاضافة الى وسائل الاعلام الوطنية ان كانت مرئية او مسموعة او الكترونية فان قنوات عربية سلطت الضوء على ما يحصل.

هناك من فسر الامر بضغوط امريكية خاصة بعد المكالمة بين قيس سعيد ونائبة الرئيس الامريكي .

وهناك من ربطها بالزيارة التي اداها قيس سعيد الى مصر والحفاوة الكبيرة التي استقبل بها من قبل نظيره المصري عبد الفتاح السيسي .

الى درجة ان هناك من سرب ما اعتبره معلومات عن ملف قدمته المخابرات المصرية لسعيد ضد النهضة وعلاقتها بالإخوان المسلكين في مصر.

بعد كل هذا جاءت مؤشرات جديدة هامة هي مكالمة من الغنوشي لقيس سعيد وتنويه بكملته بمناسبة العيد.

ما يحصل بات ظاهرا وواضحا وهو ان النهضة تريد مسارا جديدا .

لكن ماذا حصل لتقرر ذلك؟

 

الجديد والتطورات

 

النهضة ممثلة في عقلها المدبر الغنوشي ناورت الى اقصى درجة طوال اشهر ظنا منها ان الضغوط ستجعل رئيس الجمهورية يتراجع ويغير موقفه لكن ما حصل ان قيس سعيد تمسك بمواقفه اكثر بل انه صعد فيها بشكل كبير.

ايضا فان اتحاد الشغل بات مساندا له .

المعطى الثالث هو الفشل الذي بات عليه رئيس الحكومة في التعامل مع الملف الصحي والاقتصادي .

وآخرها فضيحة الاتفاق او العرض الذي قدمته الحكومة لصندوق النقد الدولي والذي نظر اليه كونه تنازلا الى اقصى حد.

 

النهضة تتكيف مع الظروف

 

معروف عن حركة النهضة انها تتكيف بشكل كبير مع الظروف فهي تخلت سابقا عن الحبب الصيد عندما انتهت مصالحها معه ونفس الشيء مع الباجي قائد السبسي ونداء تونس .

والآن هي مستعدة للتخلي عن المشيشي الذي بات يمثل ضرار لها .

الأمر يتجاوز هذا الى استعداد لتغيير طبيعة العلاقة مع قلب تونس الذي ضعف بشكل كبير بعد سجن رئيسه وانقسامه بين شقين الاول يمثله عياض اللومي والاخر سفيان طوبال .

ما ينتظر حصوله في مستقبل الايام هو ان النهضة قد تقدم على التصريح بمواقف جديدة بل قد نسمع هذا من اكثر متشدديها وهم الهاروني ورفيق عبد السلام او لعل الامر يصل الى الضغط عليهما للصمت كما فعل ذلك سابقا مع قيادات اخرى.

لكن دائما ما تربط النهضة تغيير مواقفهع بشروط جديدة .

وهي اليوم ضمان البقاء كحزب فاعل لا شكلي في السلطة.

محمد عبد المؤمن

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى