تدهور مكتبة السينما بمدينة الثقافة: صمت مريب بعد إقالة المديرة السابقة
بعد إقالة مديرة السينماتيك، ليليا بن عاشور، وتولي مدير جديد مسؤولياته، شهدت مكتبة السينما بمدينة الثقافة تدهوراً ملحوظاً في الأنشطة والتواصل مع الجمهور. حيث أصبحت أضواء المكتبة تختفي شيئًا فشيئًا، وتقلصت النشاطات إلى حد كبير، مما جعلها تفقد بريقها وتأثيرها الثقافي.
على مدار سنوات عديدة، كانت مكتبة السينما بمدينة الثقافة تشكل محطة هامة لمحبي السينما التونسية والعالمية على حد سواء. كان الفريق الفني يعمل بجهد ليل نهار لبرمجة أفلام متنوعة، بما في ذلك الأفلام التونسية التاريخية التي تعكس تطور الحركة السينمائية في البلاد. وكانت هذه البرمجة لها أهمية كبيرة للباحثين والمهتمين بالسينما التونسية، إذ كانت تسلط الضوء على تاريخها وتراثها السينمائي.
لكن بعد إقالة المديرة السابقة وتولي مدير جديد المسؤولية، غابت التوجيهات والدعم اللازم للمكتبة، مما أدى إلى تراجع واضح في نشاطاتها وبرامجها. رغم أهمية المكتبة كمحور ثقافي، إلا أن إدارتها الجديدة بدت مستهترة بالتزاماتها تجاه الجمهور ومحبي السينما.
ينبغي على إدارة المركز الوطني للسينما والصورة أن تتحمل مسؤولياتها وأن تتخذ خطوات فورية لإعادة تنشيط مكتبة السينما وتفعيل أنشطتها. فالصمت المريب الذي يلف الأمر بعد إقالة المديرة السابقة لا يمكن تبريره، ويجب أن يكون هناك تواصل شفاف مع الجمهور حول الخطط المستقبلية للمكتبة.
إن استمرار الإهمال والتقاعس قد يؤدي إلى تخلي الجمهور عن هذا المورد الثقافي الهام، وهو ما ينبغي تفاديه بشكل عاجل. لا بد من أن يكون المركز الوطني للسينما والصورة على قدر المسؤولية في إدارة وتنشيط مكتبة السينما، لكي لا تكون مجرد ذكرى للإنجازات السابقة بل تظل محطة حية ونابضة بالنشاط الثقافي والفني.