تحليل سياسي : مصر تواجه أخطر مرحلة تهدد وجودها والتحرك قادم لا محالة

تونس – الجرأة نيوز :

تنتشر تحاليل السياسيين وتكتب المقالات الكثيرة في جل وسائل الاعلام بما فيها العالمية حول ما صار يسمى بملف سد النهضة والامر طبيعي نظرا الأهمية الحدث وما سينجر عنه .

تعاملنا اردناه ان يكون مخصوصا من جانب المصطلح المستخدم فالحديث عن ملف سد النهضة ليس دقيقا بل هو يميع القضية والحدث الخطير والاصل انه ملف مصير مصر والتي لم تسمى بأم الدنيا عبثا .

ما يحصل من اثيوبيا بلاد الحبشة كما يحلو للبعض تسميتها لا يمكن الا نصنفه كونه اعتداء بل هو تهديد لوجود مصر ومستقبلها ولمستقبل اجيالها الحالية والقادمة.

الخطر بات يهدد امن مصر القومي ووجودها في حد ذاته فأديس ابابا مصرة على تركيع مصر من خلال استعبادها مائيا والسيطرة على منابع النيل والتحكم في التدفقات المائية بالطريقة التي تريدها.

السؤال الأول الذي نود طرحه هنا:

هل ان وضع اتفاق والامضاء عليه يقضي بمنح مصر كميات من مياه النيل كاف او كفثيل بحل الأزمة ؟

في الحقيقة ليس هذا المشكل الحقيقي بل المعضلة في ان تبقى مصر تحت رحمة اثيوبيا فقد تعطيها المياه اليوم وقد تمنعها غدا .

المؤرخ هيرودوت كتب منذ
آلاف السنين كون مصر هبة النيل وكلامه هذا لم يقل عبثا لان مصر هي النيل والمصريون هم النيل ووجود مصر مرتبط بالنيل وتهديد مياه النيل معناه تهديد الوجود المصري مباشرة.

الى حد الآن فان مصر مارست اقصى درجات ضبط النفس وتعاملت مع الجانب الاثيوبي بمنتهى الصبر والتحكم في الأعصاب وهي القادرة على التحرك وانهاء الخطر بطريقتها.

لكن يبدو ان هناك قوى خارجية بعضها عربي للأسف تقود نحو المواجهة وتريد توريط مصر في التحرك العسكري للتأثير على اقتصادها وجعلها تحول مقدراتها من التنمية والبناء الى الحروب والتسلح والمواجهات العسكرية.

لكن في النهاية لا بد مما ليس منه بد .

السؤال الثاني الذي نطرحه: هل ان مصر قادرة على فصل الامر عسكريا؟

القول ان جيش مصر هم خير اجناد الارض لم يقل عبثا ايضا فمصر تمتلك احد اقوى الجيوش في المنطقة والعالم ولو قررت التحرك عسكريا فلها من الامكانيات ما يمكنها من فصل الامر في ساعات والامر لا يتطلب مواجهة طويلة الامد كما يصور البعض .

لكن للأمر حسابات.

اولها ان مصر تريد استنفاذ كل الخيارات الديبلوماسية والسلمية وتتجنب الحرب قدر المستطاع.

الثاني ان مصر لاتريد ان تحول مواردها الى الحرب وهي في فترة اعادة بناء للدولة .

الثالث ان هناك طرفا ثالثا وهو السودان  لا تريد ان تجعله يتحمل تبعات الحرب والقرار بتدمير سد النهضة اوحى الحاق الأذى به ولو جزئيا.

لكن الاهم من كل هذا هو ان الوقت المناسب لم يحن بعد.

الظرف هنا يذكرنا بما قبل حرب 1973 فعندما ظن الجميع ان مصر سلمت تتحرك فجأة وتصنع المعجزة لاسترجاع ارض محتلة من اسرائيل واليوم فان الخطر يهدد مصر ككل ولا نظن ان التحرك ان كان ضروريا  لن يحصل.

محمد عبد المؤمن

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى