تجارة الجنس في تونس: الانتقال من بيوت دعارة تراقبها الدولة الى بائعات الهوى في الأحياء الراقية
تونس – الجرأة نيوز : محمد عبد المؤمن
هل يمكن ان نقول ان ملف الجنس وتجارة الجنس من المواضيع المسكوت عنها في بلادنا؟
هذا الامر لم يعد دقيقا ففي تونس حصلت متغيرات كثيرة فإلى جانب سقوط هالة السياسة والسلطة كمواضيع يحضر الخوض فيها فان المحرمات الاخرى هي ايضا سقطت عنها الأقنعة وبات من الممكن الحديث عنها ونقصد هنا ان المجتمع لم يعد يرفض الحديث حولها وتحليلها كظواهر .
ففي بلادنا نجد اصواتا تتحدث عن الدين بجرأة كبيرة مثلما فعل الراحل محمد الطالبي او المفكر يوسف الصديق.
في السياسية فان المحرمات والممنوعات سقطت جميعا ولم يعد هناك أي منصب فوق النقد وحتى التجريح بما في ذلك رئيس الجمهورية.
بالنسبة للجنس هو الاخر فقد بدأ يأخذ حيزا مهما كموضوع لا بد من الحديث حوله بل وصل الامر الى تجاوز ذلك بان صارت جمعية للمثليين تعلن عن نفسها وتتحدث ونقصد جمعية شمس.
هنا سنتحدث عن تجارة الجنس في بلادنا .
لكن باي معنى يكون هذا؟
تجارة الجنس هي المرتبطة بما يسمى بائعات الهوى أي تقديم المتعة بمقابل وهذا يحصل في كل المجتمعات منذ القدم.
في بلادنا كان هذا الامر منظم بشكل كبير ونقصد بمنظم كونه كان تحت مراقبة الدولة التي لا تسمح بان يتجاوزها بأي شكل من الاشكال.
في بلادنا قبل 2011 كانت هناك عديد الاحياء ان صحت العبارة لبيع الجنس اشهرها في وسط تونس العاصمة الذي يعرف بنهج عبد الله قش .
كذلك هناك مكان مماثل في سوسة والقيروان وصفاقس.
بعد 2011 اغلقت العديد منها .جزء نتيجة تحرك الجماعات المتشددة التي فرضت ذلك بالقوة دون ان تتدخل الدولة وجزء آخر رفضه المجتمع ذاته ورفض وجودها قربه.
اليوم انحسرت كثيرا امكنة بيع الجنس لكنها بقيت ولم تندثر .
في هذا العالم المغلق هناك اطراف رئيسية وهي بائعات الهوى انفسهن هؤلاء يشتغلن بتصريح من الدولة وتفرض عليهن اجراءات صارمة جدا منها الكشف الطبي المستمر ان كان عاما او للمراقبة خشية الاصابة بالايدز او احدى الامراض الجنسية الخطيرة.
الدولة ايضا تعتبر هؤلاء النسوة موظفات وتسلمهن بطاقات خاصة ويدفعن ضرائبهن كل هذا لمحاولة حصر القطاع وضمان مراقبته والسبب سوسيولوجي أي لا بد نت تنفيس في المجتمع للحد من حالات الاغتصاب والجرائم الجنسية.
الوضع اليوم تغير عما كان عليه قبل 2011 حيث تقلصت امكنة بيع الجنس «الرسمية» لكن في مقابل ذلك فان تجارة الجنس ازدهرت بشكل كبير خارج نطاق المراقبة ونقصد هنا بائعات الهوى في الاحياء التي تسمى راقية وعرض اجسادهن لمن يدفع اما في اللرقات او في الملاهي الليلية او في المطاعم والمقاهي والنزل الفاخرة.
لكن السؤال هنا: رغم ان تجارة الجنس موجودة ان لم نقل منتشرة فلماذا تضاعفت حالات الاغتصاب والتحرش التي صارت تحصل حتى ضد القصر والاطفال؟
هذا الامر لا بد له من مختصين في علم الاجتماع خاصة للبحث فيه لان معدل الجريمة في هذا الخصوص تزايدت بشكل كبير في بلادنا.