في خطوة أثارت جدلًا واسعًا داخل الكاميرون وخارجها، أعلن الرئيس بول بيا، البالغ من العمر 92 عامًا، ترشحه للانتخابات الرئاسية لعام 2025، رغم مرور أكثر من أربعة عقود على توليه الحكم.
فيما يلي نظرة شاملة على خلفية هذا القرار، وردود الفعل المحلية والدولية، وتداعياته المحتملة على مستقبل الكاميرون السياسي.
غياب بول بيا يعيد شائعات الوفاة
أدى غياب بول بيا عن الظهور العلني لأكثر من ستة أسابيع العام الماضي إلى تصاعد الشائعات حول صحته، بل وانتشرت أخبار عن وفاته على وسائل التواصل. ورغم ذلك، فاجأ الجميع بإعلان ترشحه رسميًا عبر منشور على حسابات التواصل الاجتماعي، ليضع حدًا للتكهنات.
بول بيا وترشح جديد رغم طول مدة الحكم
لم يخسر بول بيا أي انتخابات منذ توليه الحكم عام 1982. وفي عام 2008، ألغى الحد الأقصى لفترات الرئاسة، مما مكنه من البقاء في السلطة حتى اليوم.
وإذا فاز في انتخابات 2025، سيظل رئيسًا حتى يقترب من عمر 100 عام، مما يجعله أحد أقدم القادة في العالم.
انقسامات داخلية وانشقاقات في التحالف الحاكم
شهدت الفترة الأخيرة تفككًا في صفوف التحالف الحاكم، خاصة من المناطق الشمالية التي كانت تقليديًا داعمة لبيا.
ومن أبرز المنسحبين:
-
عيسى تشيروما باكاري – وزير بارز سابق أعلن ترشحه بشكل مستقل.
-
بيلو بوبا مايجاري – رئيس وزراء سابق انشق وأعلن نيته الترشح.
وقال تشيروما إن “إدارة بيا كسرت ثقة الشعب”، مؤكدًا انتقاله إلى حزب منافس.
معارضة نشطة وتعدد المرشحين
إضافة إلى المنشقين عن التحالف الحاكم، أعلنت شخصيات معارضة قوية ترشحها:
-
موريس كامتو – الوصيف في انتخابات 2018.
-
كابرال ليبيا، جوشوا أوسيه، وأكير مونا – شخصيات بارزة في المشهد السياسي الكاميروني.
تسعى هذه الشخصيات إلى كسر الهيمنة التاريخية لحزب الشعب الديمقراطي الكاميروني بقيادة بيا.
تباين في الشارع الكاميروني حول ترشح بول بيا
رغم ترشح بول بيا الجديد، يعبر كثير من المواطنين عن قلقهم، حتى أن البعض يرفض التعليق خوفًا من الملاحقة.
قال أحد المواطنين للبي بي سي: “لم أرَ في تاريخ السياسة أن رجلًا في هذا العمر يترشح للرئاسة”.
في المقابل، رحب البعض بترشحه، مثل الموظف نغونو ماريوس الذي صرح: “ما زال لدى الرئيس الكثير ليقدمه”.
وقالت المستشارة سيلفيا تيبا إن “ربما لا يوجد أحد أفضل من بول بيا حاليًا”.
هل يمثل ترشح بول بيا تحديًا للديمقراطية أم استمرارية للاستقرار؟
يبقى ترشح بول بيا للرئاسة مرة أخرى نقطة خلاف بين من يرى في ذلك استمرارية للاستقرار، ومن يطالب بتداول السلطة والقيادة الجديدة.
مع استمرار الانقسامات الداخلية وتوسع المعارضة، قد تكون انتخابات 2025 واحدة من أكثر الانتخابات إثارة في تاريخ الكاميرون الحديث.
🔚 خاتمة
سواء فاز بول بيا بولاية جديدة أم لا، فإن المشهد السياسي في الكاميرون يشهد تغيرًا ملحوظًا، ينبئ بمرحلة جديدة من التحديات والتحولات، داخليًا وخارجيًا.