بن علي من السلطة الى المنفى الى النسيان

بعد ان راجت اخبار مرضه توفي اليوم الرئيس الاسبق زين العابدين بن علي في منفاه بالمملكة العربية السعودية التي قضى فيها حوالي تسع سنوات اثر خروجه من تونس بطريقة مازالت الى اليوم غامضة ولم تكشف تفاصيلها بعد.

75 سنة عاشها بين تونس السعودية التي قضى فيها سنواته الاخيرة كرئيس هارب منفي اطاحت به ثورة استطاعت ان تنهي 23 سنة من الحكم بسلطات مطلقة وسيطرة كاملة على اجهزة الدولة ومؤسساتها.

 

مراحل حياة الراحل تراوحت بين حياة عادية في فترتي الطفولة والشباب لتحصل له نقلة نوعية بعد ذلك حيث ارتقى في المناصب بسرعة كبيرة خاصة الامنية والسياسية ليدخل الحكومة ويمسك بالملف الامني قبل ان يتقلد وزارة الداخلية فمنصب الوزير الاول ومنه ودون استراحة المحارب او المنقلب يعزل الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة ويأخذ مكانه .

في الفترة الاولى من حكمه عرفت البلاد انفتاحا مهما على مستوى الحريات وسياسيا لكن بعد سنتين فقط انقلب الوضع كليا وتحول النفس التحرري الى سطوة وحكم مطلق .

في المرحلة الموالية بدأت فترة جديدة بظهور زوجة الرئيس او مثلما كانت تسمى سيدة تونس الاولى ليلى بن علي ومعها عائلتها أي اصهاره وتحولت الدولة الى مزرعة تسيطر عليها العائلة وانتشر الفساد والتجاوزات ومسكت البلاد بعصا من حديد وقمعت الحريات ومنع أي صوت معارض.

في 2008 بدأ النظام الذي يمثله بن علي يحس بأن هناك خطر محدق ونقصد هنا انفجار الوضع في منطقة الحوض المنجمي وكان الخيار مجددا القمع والتنكيل والاعتقالات والتعتيم وحصل الهدوء الذي يسبق العاصفة لكن سرعان ما تفجر الوضع اخطر مما كان في اواخر سنة 2010 ولم تكد تمر اسابيع قليلة حتى تهاوى النظام وخرج بن علي ذات ليلة هاربا في مشهد اطلق العنان للربيع العربي.

صورة بن علي لدى التونسيين ليست بالحسنة ولا يمكن ان تكون كذلك والامر يتجاوز القمع الى الفساد .فساد الشخص والعائلة والاشهار والمقربين .

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى