بلدية تونس تشرع في وضع مخطط أخضر لتكون «مدينة الحدائق»

شرعت بلدية تونس، أمس الخميس، في عملية التفكير بين الخبراء والمسؤولين البلديين والمجتمع المدني، لوضع “مخطط أخضر” يوسع المناطق الخضراء والحدائق العمومية البالغة مساحتها حاليا حوالي 1062، لمواكبة التوسّع السكاني والسعي إلى تحقيق توازن أفضل للبيئة وحياة السكان.

وأوصت ورشتا عمل انتظمتا في إطار يوم دراسي حول “المخطط الأخضر لبلدية تونس” المنتظم تحت شعار “بلدية تونس، مدينة الحدائق”، بتكثيف حملات التوعية والتحسيس تجاه المواطنين حول أهمية المناطق الخضراء والحدائق العمومية وضرورة الحفاظ عليها وتفعيل مبدإ الشراكة في المسؤولية للعناية بهذه الفضاءات وتطويرها، بعدما لاحظ خبراء في البلدية إن أعمال الاتلاف متعددة وتحول دون سلامتها.
كما أوصت الورشتان اللتان ناقشتا “آليات تطوير وتأهيل المناطق الخضراء والمنابت” و”سبل التصرف في المساحات الخضراء”، بإحداث مدرسة للبستنة لتعنى بهذه المناطق، على أسس علمية وبالإنفتاح على البحث التطبيقي للجامعات والشباب الطلابي للإستفادة من الخبرات العلمية والتقنية وإقامة فضاءات خضراء متطورة ومزدهرة وجعلها مشاريع مهيكلة للفضاء العمراني البشري للعاصمة والإستفادة من تجارب الدول المتقدمة في مجال الحدائق العامة والمساحات الخضراء.

ومن جهتها أكدت رئيسة بلدية تونس، سعاد عبد الرحيم، على ضرورة أن يكون “المخطط الأخضر” للبلدية، جاهزا للتنفيذ في السنوات المتبقية من مدة عمل المجلس البلدي الذي تترأسه، مُبدية تفاؤلها بخصوص التوصل إلى توفير التمويلات اللازمة من صناديق الدعم للبرامج البيئية الوطنية والعالمية إلى جانب مخصصات ميزانية البلدية.

وستعمل بلدية تونس، في إطار المخطط الأخضر والشراكة مع الجهات الحكومية المعنية، على وضع قاعدة بيانات وبطاقات مشروع أخضر لكل منطقة خضراء وتصنيف هذه المناطق حسب الخصائص والأهمية ووضعها على خارطة ليتعرف عليها الخبراء التقنيون والمواطنون والسياح.
وأكّد الخبراء في الورشات والمداخلات العامة على ضرورة دعم الشراكة مع القطاع الخاص والمناولة في تهيئة الحدائق والمساحات الخضراء وتشجيع الشركات الخاصة على تبني البعض منها في نطاق المسؤولية الإجتماعية للشركات وشددوا على “ضرورة استرجاع المناطق التي وقع الإستيلاء عليها من قبل الخواص”.
وكانت رئيسة بلدية تونس وقّعت صباح الخميس، على هامش هذا اليوم الدراسي، اتفاقية شراكة مع جمعية “أحباء البلفدير” ممثلة في شخص رئيسها، شكري قلوز، بهدف النهوض بمنتزه البلفدير، طبقا لبرامج يتفق عليها الجانبان ويشمل عدة أعمال منها التشجير والتهذيب والتنمية والتنشيط الثقافي وإقامة معارض الزهور.
أما وزير الشؤون المحلية والبيئة، مختار الهمامي، فأكّد في افتتاح اليوم الدراسي أن الحركية التي تشهدها العاصمة يوميا والتي تشمل قرابة مليوني شخص بتعداد ساكنيها والقادمين إليها والمغادرين لها، تجعلها في وضعية بيئية تطرح عديد التحديات على الصحة البدنية والنفسية وهو ما يؤكد أهمية توسيع المساحات الخضراء والحدائق وتطوير البعد الجمالي فيها، حتى يعود التوازن البيئي للمدينة ويتعزز شعور سكانها بالراحة.
وترفع بلدية تونس شعار “10 متر مربع مساحة خضراء”، شجرة لكل ساكن من سكانها على الأقل وهي ستكثف من عمليات التشجير، حسب ما أعلنه عادل بالطيب، المدير العام للمناطق الخضراء والمنتزهات والطرقات البلدية، لكنه لفت الإنتباه إلى النقص في المياه المتوفرة لري الغراسات البلدية ولنقص اليد العاملة للعناية بالمساحات الخضراء وخاصة غياب قانون خاص بهذه المناطق وهي ثغرة هامة يجب تلافيها وتعهدت البلدية بمراسلة الوزارات المعنية لتلافيها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى