بكل جرأة يكتبها محمد عبد المؤمن / وعدونا بأن تصبح تونس مثل دبي فصرنا نخشى أن يتركوها لنا مثل الصومال

كتب محمد عبد المؤمن :

منذ عقد من الزمن ومن يحكمون يمنون الشعب الكريم بالرفاهية وان الاوضاع ستنتعش و”تتببحح”  الأمور وان عليه أي الشعب ان يصبر ويترك السياسيين يعملون ويخططون ويبرمجون وينجزون المشاريع .

منذ عقد من الزمن والجماعة تكرر نفس المقولة : الأولوية عندنا الملف الاقتصادي والاجتماعي.

منذ عقد من الزمن وهم يحدثوننا عن تونس التي ستصبح مثل دبي او سنغفورة وان الديمقراطية ستأتينا بالنعيم في الدنيا قبل الآخرة.

منذ سنة وهؤلاء يبيعوننا الكلام ولا شيء غير الكلمات.

هي كلمات وكلمات ولا شيء غير الكلام والوعود والاكاذيب.

و”اكتب على الحوت وطيش في البحر”.

اليوم تعود المجموعة الحاكمة لنفس الاسطوانة : اتركوا الحكومة تعمل وتنجز وتحقق لكم الرفاهية التي تنتظركم والمسألة لن تطول كثيرا قرنا او قرنين وستغرق ايها الشعب … في جنة الدنيا .

الغريب ان جنة الدنيا هذه الموعودة لم يرها ويعش فيها الا السياسيون ومن يحكمون والمقربون منهم والمؤلفة قلوبهم.

فهؤلاء تحولوا بعد المنافي والسجون والتهميش الى مسؤولين ووزراء وحاكمين بأمرهم  لكنهم عوض رد الجميل لهذا الشعب الذي ارجعهم الى وطنهم وجعلهم علية القوم فانهم حولوا ثورته االى ثروة بل حتى المكسب الوحيد وهو الحرية بات مهددا .

فالاحتجاجات صارت تحاصر بالمدرعات والبرلمان صار يطوق  والانتقاد صار خيانة للوطن بل وللثورة أي انها ثورة على المقاس والحجم الذي يريدونه.

ليس المهم ان نحدد من المسؤول هذه الشخصية او تلك. هذا الحزب ام الآخر فالكل مسؤولون بل حتى مقولة ” الهم فيه ما تختار” لم تعد مناسبة لان الهم صار واحدا  وعاما وجامعا.

لكن الاغرب من كل هذا انه بعد عشر سنوات من انتفاضة شعب بات الشعب نفسه هو المسؤول عما وصلت اليه الاوضاع فعوض ان يحاسب كل حزب مارس السلطة ذاته او يراجع كل مسؤول دخل قصرا من القصور اما قرطاج او القصبة او باردو فانهم باتوا يحملون الشعب الوزر . وهو وزرهم .

الشعب هو الذي يعطل ويمنع الانتاج ويضع العصا في العجلة ولا يترك جهابذة السياسية والاقتصاد يعملون وهو الخطيئة الكبرى .

لا الغنوشي هو المسؤول لا قائد السبسي ولا المرزوقي ولا احد فهؤلاء ” عملو مزية” على الشعب لانهم تقلدوا المناصب وما زالوا وعليه ان يحمد الله و” ابوس يدو شكرا” لان القدر جاء بهؤلاء ليحكموا تونس والا ماذا كنا سنفعل من دونهم .

السؤال الذي يطرح هنا: الى متى سيعاني الشعب من حكم جيل تجاوزه العصر مصرا على البقاء والحكم وان يكون هو في الواجهة رافضا أي جديد او دماء تضخ لتبعث الحياة في هذا البلد الذي حولوه الى كتلة فشل وهذا الشعب الذي دمروا نفسيته وطموحه وامله.

نعم

نعلم ان ما نقوله الآن هو الوزر الاكبر واننا تجرأنا على أصحاب السعادة والوجاهة والعظمة الفخامة والرخامة  .

في تونس اليوم لا يجوز وغير مسموح المس من فخامة الغنوشي او ضخامة قيس سعيد او وجاهة قائد السبسي رحمه الله فلكل مدافعون عنه لن يصمتوا ولن يسمحوا بمس المقدسات .

منذ عشر سنوات وهم يعدوننا بأن تصبح تونس مثل دبي لكننا وصلنا اليوم نخشى ان نجد أنفسنا مثل الصومال .

ففي بلد يعيش الديمقراطية لعقد كامل تصل نسبة النمو الاقتصادي الى اكثر من 8 بالمائة سلبي والويل كل الويل ان قلنا انهم فاشلون او عاجزون بل هو قضاء وقدر  وعلينا كشعب ان نصبر وننتظر الانتخابات القادمة ليعيدوا على اسماعنا نفس الأغنية .

لكن للصبر حدود

وفات الميعاد

وعلى الشيباني وسع

نشر هذا المقال في الجرأة التونسية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!