بكل جرأة يكتبها محمد عبد المؤمن / نقطتان مهمتان جدا في خطاب الفخفاخ هما الأساس
كيف يمكن ان نحكم على مضمون ما قاله رئيس الحكومة اليوم .بمعنى هل نجح في طمأنة التونسيين ام زاد في هلعهم؟
لو كنا ننتظر ليقول لنا كون كورونا انتهت فهذا محال فلا هو كان سيقوله ولا نحن كشعب كنا ننتظر ذلك .
لكن في مقابل هذا فإننا اليوم احسسنا او لنقل من يشاركنا في هذا الاحساس اننا نطمئن لدولتنا وان من يشرفون عليها اليوم مدركون لخطورة الوضع ولا يستهينون به لكنهم ايضا يعملون لتلافيه والخروج من الازمة التي يعاني منها كل العالم.
لو كنا في نظام شمولي ديكتاتوري لأخفيت كل الحقائق ولما قالوا لنا شيئا بل ” شدو دياركم والي يخرج يدخل الحبس”.
هذا لا يحصل في تونس فرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة يبذلان جهدها ليفسرا للشعب سبب اتخاذهم للقرارات ثم يطلبون منه ان يصبر ويتحمل لمصلحته وهذا دورهما .
اليوم المسؤولية مشتركة هي بيد من يديرون الدولة وهي ايضا بيد الشعب التونسي الذي عود العالم كونه في اوقات الازمات يعرف ما يفعل ويعرف كيف يحافظ على وطنه فالأزمة الحالية غير مسبوقة فلا هي حرب مسلحة لننتظر ان تحل بتدخل القوى الكبرى ولا هي اعصار او فيضانات لنقول ستنتهي بعد فترة محددة.
بلادنا اليوم تعاني من خطر الوباء والوباء قد لا يرحم ان لم يتحد كل التونسيين لمواجهته ويتركوا الانانية والتفكير في المصلحة الذاتية.
وقد رأينا عينة اليوم فالبعض بدأ وبسبب تأخر كلمة رئيس الحكومة في نشر الاشاعات بل بعضهم بدأ يكتب ويتحدث عن انهيار الدولة وهؤلاء لا تسامح معهم لان الفتنة اشد .
مع كل هذا هنا مسألتان ذكرهما الفخفاخ في خطابه على غاية كبيرة من الاهمية.
الأولى قوله: العالم يتغير وما قبل كورونا ليس كما بعدها وعلى تونس ان يكون لها مكان في العالم والوضع الجديد.
هذا الكلام يعني اولا ان هناك اكمان راسخ بكوننا سننتصر على الوباء .
المسألة الثانية هي قوله ان الحجر الصحي الشامل ليس لأخذ الحياة بل لإعطاء الحياة ولحياة جديدة وهذا هو الاساس أي ترسيخ الامل والتفكير في المستقبل فكورونا مهما كانت لن تنتصر على الحياة والعقل البشري سينتصر عليها بإذن من الله.