بكل جرأة يكتبها محمد عبد المؤمن/ الى المشيشي…الأخطاء الصغيرة ستؤدي الى أخطاء كبيرة

كتب محمد عبد المؤمن :

فترة وجيزة مرت من عمر هذه الحكومة التي اطلق عليها كونها حكومة مستقلة غير متحزبة وهذا التوصيف ليس دقيقا جدا لكن ليس المشكل هنا فليس هناك حكومات في الأنظمة الديمقراطية لا تكون حزبية او على الاقل مدعومة من احزاب .

الاشكال الحقيقي في اداء الحكومة ككل وعلى رأسها رئيسها.

هنا كان بودنا ان نتجاوز مسألة سقوط الحكومة السابقة حكومة الفخفاخ لكن هذا الامر مستحيل او على الاقل صعب جدا لان الامور مرتبطة ببعضها ومترابطة .

فالمشيشي نفسه يدرك كون اسقاط الفخفاخ لم يكن من اجل تضارب المصالح او فساد لم يثبت بعد وقد لا يتم اثباته .

لكن السيد الياس دفع ثمن رغبته وعمله في ان يكون رئيس حكومة صلب يتخذ قراراته دون تعليمات من طرفين وشخصين الكل يعرف من هما.

ايضا كنا نود ان نقول للمشيشي بأن هذه الفترة التي انطلقت فيها في عملك كانت ايجابية وان هناك بوادر انفراج لكن ايضا للأسف لا نستطيع ان نقول ذلك لان السيد المشيشي بدأ عهدته بأخطاء .

هذه الاخطاء يمكن ان نصنفها كونها صغيرة ولو انها ليست كذلك لان تبعاتها كبيرة جدا ولان الخطأ الصغير يجلب معه الخطأ الكبير .

عندما اختار رئيس الحكومة ان يسحب قوانين مشاريع بعضها اشتغل عليه لسنوات بدون مقدمات ولا بدائل فهذا خطأ  ولا يهم هنا وصفه بالكبير او الصغير لان كلا يصنفه وفق ما يراه.

المشيشي عندما اختار ان يقبل بدعم الحزبين ونقصد النهضة وقلب تونس من داعمين للحكومة الى مشاركين في القرارات ويفرضانها فهذا ايضا خطأ كبير.

البعض يتحدث عن ضعف في السياسة الاتصالية وهذا امر ثانوي نراه لان المهم العمل والقرارات والاجراءات والاداء فلو كانا جيدين فهما يكونان سياسية اتصالية في حد ذاتها.

ما نريد ان نتحدث عنه هو التأثير الخارجي ونقصد من هم غير اعضاء في الحكومة ولا نقصد الاجنبي .

بلغة اكثر وضوحا لان ما يحركنا المصلحة الوطنية فان الثقة في الغنوشي ونبيل القروي خطأ كبير فمن ناحية فهما ليسا حليفان بل ما يربط بينهما مجرد صفقة ستنتهي يوما لان ما بني على باطل لا يدوم وكل له حساباته ومصالحه وستفترق يوما .

اختيار المشيشي للقطيعة مع رئيس الجمهورية  هو خطأ آخر كبير لأنه بعض النظر التوازنات داخل مجلس نواب الشعب فالرأي العام مع قيس سعيد وكان بالإمكان استثمار هذا الامر ولو معنويا .

المعادلة اليوم هي مسك العصا من النصف والمحافظة على شعرة معاوية فلا افراط ولا تفريط كما يقال .

الوضعية في البلاد صعبة جدا واغلية الاحزاب لا يعنيها هذا بل لها حسابات اخرى وعندما يجد الجد فهم مستعدون لرميك كما فعلوا مع سابقك لكنك حينها لن تجد من يدعمك.

فبعد سحب قانون الاتصال السمعي البصري وتبني تنقيح الفصل 116 الذي احدث شرخا بينك وبين الصحفيين واتحاد الشغل ومنظمات المجتمع المدني والكثير من الاحزاب فقد حكمت على نفسك بالعزلة .

الوقت الذي مر قصير جدا والسياسة فن الممكن وفن التعامل مع الواقع بواقعية واكبر خطأ هو تكوين حكومة مستشارين في القصبة لإرضاء القروي والغنوشي فلن يرضيا مهما فعلت وسيقولان هل من مزيد.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى