بكل جرأة – يكتبها محمد عبد المؤمن : أيها السياسيون / الفيسبوك يسجل كل ما تقولنه فاكذبوا حتى تكتبوا في التاريخ “كذابون”
ان كانت السياسة فن التفاوض وفن الممكن وفن التنازل وحتى فن الخديعة فان السياسي هو الجامع لكل هذا الا ما رحم ربي.
ما يعنينا ليس التنظير المجرد الجاف بل وضعنا الداخلي فاغرب ما نعيشه اليوم في المشهد السياسي والحزبي في بلادنا ينطبق عليه قوله صلى الله عليه وسلم” مازال الرجل يكذب حتى يكتب عند الله كذابا”.
هذا الحديث ينطبق على السياسيين عندنا فقد صار الكذب وتغيير الخطاب والمواقف خبزهم اليومي بل النفس الذي يتنفسونه .
هم يكذبون في اليوم مائة مرة والغريب ان اكاذيبهم كلها مسجلة على الفيسبوك واليوتيوب وغيره من موقع التواصل الاجتماعي ثم يخرج علينا احدهم والتقوى الورع تشعان من عينيه ليعطينا كشعب دروسا في الصدق والامانة وقول الحق.
حالة قلب تونس والنهضة هي مثال فقبلها كان نداء تونس وقبلها اشياء كثيرة تقال زمن الحملات الانتخابية حيث يباع الكلام على الكلام وتطلق الشعارات والوعود ثم بلا حياء أو بقلة حياء يتراجع السياسيون عن وعودهم وينطلقون من جديد.
في الموقف الاول يقولون ان خيارهم وموقفهم هو من اجل تونس ومصلحة الوطن.
وبعد ان يغيروا موقفهم يقولون ان ذلك لمصلحة الوطن ايضا.
ثم يقلبون موقفهم 180 درجة ولعلها 360 درجة ومجددا يقولون ان ذلك من اجل الوطن.
باسم هذا الوطن يكذبون و”يزفزفون” يمنة ويسرة وعلى الشعب الكريم ان يصدقهم ويثق فيهم لانهم يفعلون كل هذا من اجل مصلحته.
المشكل ان المواطن منذ 9 سنوات وهي ينتظر هذه المصلحة التي يعدونه بها لكنها لم تتحقق الى الآن لكن في مقابل هذا تحققت لهم مصالح كثيرة من نوع آخر.
هم من اجل الوطن يضحون لكن تضحياتهم في المناصاب والكراسي .
هم من اجل الوطن يسهرون لكن ليس للتفكير في هموم المواطن بل في همومهم هم وهي “سهرات” من نوع خاص .
هناك رئيس حزب صرح مرة في حصة تلفزية قائلا: هناك سياسيون يكذبون وهم يعلمون ان الفيسبوك سيسجل كذبهم وبعدها لن يثق فيهم الشعب .
ليت هذا الشخص يستمع الآن لما قاله حينها فالفيسبوك لم ينقطع ومازال يعمل ويمكن ان نرى فيه كل شيء.
محمد عبد المؤمن