بكل جرأة : عبد لله بن زايد جاء الى تونس للجم التحرك التركي
قالت الصحيفة الالكترونية الإماراتية بان زيارة وزير خارجية الامارات عبد الله بن زايد هدفها تطويق التحرك التركي في ليبيا من خلال تونس والجزائر. وأضافت الصحيفة ان بن زايد وهذا على حد قولها نجح في مهمته.
صحيفة ارم اعتمدت على جملة من المحللين نقلت تصريحاتهم لها لتخرج بنتيجة ان الامارات استطاعت ان تأثر في التحرك التركي وتلجمه كل هذا بعد زيار بيوم من الوزير الاماراتي الى تونس واستقباله من قبل رئيس الجمهورية قيس سعيد.
لا يمكن ان نستثني مسألة الملف الليبي من جدول الأعمال الذي جاء من اجله الوزير الاماراتي الشاب عبد الله بن زايد الى تونس خاصة وان زيارة المسؤولين الاماراتيين منذ 2011 الى تونس قليلة جدا ان لم نقل نادرة والسبب كونهم يرون تونس هي حاليا تحت حكم الاخوان ويقصدون النهضة.
لكن السؤال هنا: هل فعلا نجح الوزير في زيارة ببضعة ساعات لتحجيم التحرك التركي ؟
السؤال الاهم من هذا: لماذا يأتي هذا المسؤول الذي يعتبر عمليا الرجل الثاني في النظام الاماراتي الى بلادنا لتحجيم الدور التركي او غيره وما علاقة بلادنا بذلك؟
اولا علينا العودة الى بلاغ رئاسة الجمهورية حول هذه الزيارة وكالعادة فان سببها تعزيز العلاقات بين البلدين وتقديم دعوة لزيارة الامارات .
مثل هذه الديباجة تقال عند زيارة أي مسؤول الى بلادنا ان كان من الامارات او حتى من جزيرة واق الواق فالأسلوب القديم مازال موجودا ولم يتغير . فهو الحقيقة خطاب ديبلوماسي للترويج الاعلامي لكن الأكيد ان ملف ليبيا كان الاساس لهذه الزيارة وحتى لو قبل قيس سعيد بالدعوة لزيارة الامارات فان اهم ملف سيطرح معه هو الملف الليبي والدور التركي. لكن هل هذا يعني ان بلادنا ستكون مضطرة للاختيار بين تركيا والامارات؟
ما يعلن ان بلادنا محايدة في الملف الليبي وانها لا تصطف مع أي محور لكن عمليا فان الوضع العالمي والاقليمي لم يعد يسمح بسياسة صفر مشاكل او عدم الانحياز فالموقف الرسمي لتونس معروف وهو الشرعية الدولية وهو موقف ولا يمكن ان يكون حيادا.
لو نعود الى مسألة سبب ادخال تونس في الخلاف التركي الاماراتي فان هناك نقطة مهمة لا نوليها نحن اهتماما كبيرا وهي ان تونس هي بوابة ليبيا حاليا لكل الاطراف فاهم المعابر هي مع تونس واقرب نقطة للعاصمة طرابلس هي تونس وكل لقاءات المسؤولين الليبيين مع الاطراف الخارجية تكون في تونس وبالتحديد في جربة وهذا منذ سنة 2011 قليل منها معلن وكثير منها غير معلن وهذا امر معروف ايضا.
بالنسبة للامارات فهي تخشى ان يعيد الرئيس الحالي أي قيس سعيد ما فعله الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي ويسمح بدخول الاسلحة الى ليبيا انطلاقا من تونس ونقصد هنا دعم الحركة ضد القذافي في 2011 وهذا امر ليس سرا بل قاله قائد السبسي نفسه واعترف به مصطفى عبد الجليل في اكثر من مناسبة. بالتالي فبعد زيارة الرئيس التركي الى تونس وما حف بها من جدل كبير كان من المنطقي ان تزور شخصية مهمة من الحلف المضاد بلادنا ان كانت اماراتية او سعودية او مصرية وما نقله المسؤول الاماراتي قد يمثل الاطراف الثلاثة.
ما نعرضه هنا هو تحليل وليس معلومات لكن ما تنشره وسائل الاعلام الاماراتية يؤكد هذا.
محمد عبد المؤمن