بكل جرأة / بكتبها محمد عبد المؤمن : الصافي سعيد من حزب “حدائق النحل” الى “تضخم الأنا”
كالعادة يحضر النائب والكاتب الصافي سعيد ليقول كلاما كثيرا ضمن برنامج ” وحش الشاشة” لسمير الوافي وهو اختيار له ما يبرره فهذه الشخصية قادرة على استقطاب المشاهدين ويمكن ان تنجح البرامج وتحقق لها نسبة متابعة محترمة .
السبب ان الصافي سعيد يأخذ من كل شيء بطرف كما يقال فهو يتحدث في كل شيء وحول كل شيء بل له ميزة اخرى وهي انه لا يستمع لما يطرح عليه من اسئلة بل يجيب عن السؤال الذي يريده هو والذي يطرحه هو على نفسه.
لا يمكن انكار ان الصافي سعيد هو من السياسيين المفوهين والذي يمتلك اسلوبا شعبويا لكنه منمق ومزين بالنظريات والمصطلحات الصعبة التي قد لا يفهمها البعض او لا يقلق نفسه في البحث عن معناها لان ما يهمه هو تلك السرديات السياسية التي يطلقها يمنة ويسرة ففي كل مرة تحضر سردية لقائه بزعماء العالم والشخصيات الكبرى وفي كل مرة تحضر لازمة وهي عرض منصب عليه وانه رفضه وآخرها ليلة امس كون الغنوشي عرض عليه منصب وزير ثقافة وربما في الحلقة القادمة سيقول ان الفخفاخ او الغنوشي او حتى الهاشمي الحامدي عرض عليه منصب كبير الوزراء او الصدر الاعظم لكنه رفض كالعادة.
وضمن هذا يواصل الصافي سعيد الجزء الثاني من رسالته كونه الافضل على الاطلاق في تونس وان فكره المتميز جعلهم يقصونه من دائرة القرار وعلينا هنا ان نفهم ونستوعب ونحلل : هل عرضوا عليه منصبا ام اقصوه.
حلل وناقش.
آخر ما اعلنه الصافي سعيد هو مشروعه لتأسيس حزب سيسميه حدائق النحل او حراك حدائق النحل وشعاره الشعب يستطيع.
هنا لا بد من ملاحظات حول هذا الحزب الغريب.
الحراك هي مصطلح للمنصف المرزوقي .
الشعب يستطيع تذكرنا بالشعب يريد لقيس سعيد.
بالنسبة لحدائق النحل فهي الاخرى تتطلب نظرا وتمحيصا فالنحل كائن جماعي أي ان النحلة لا تعيش خارج خليتها وبدون بقية النحلات أي لا مجال للفردانية في عالمها وعيشها لكن مع الصافي سعيد فالأمر يختلف فالرجل ينطق مصطلح انا في كل جملة يقولها ويرى انه الاقدر وانه المفكر وانه المقرر .
بالتالي الاشكال ليس في التسمية بل في تفعيل التسمية في الواقع.
بالتأكيد نتمنى النجاح والتوفيق للصافي سعيد في خلية النحل التي يريد انشاءها لكن الأهم ان تكون له عقلية النحل واسلوبه لان الاهم ليس التسميات بل ان يكون الاسم على المسمى.