بعد تعديل قانون المخدرات: وصلنا الى “البراكاجات” القاتلة والاغتصاب الوحشي وحتى الجماعي…

تونس – الجرأة نيوز : محمد عبد المؤمن

بعد عامين من تعديل قانون المخدرات الذي عرف بقانون “الزطلة” الجديد يمكن ان ننظر فيه او بالأصح في تبعاته. الامر هنا لا نظنه يحتاج دراسات وابحاث بل الامر واضح وجلي وهو ان ما تنج عنه كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى.حين قدم القانون في فترة رئاسة الباجي قائد السبسي قيل ان الهدف منه عدم تدمير مستقبل شاب قد يخطئ ويتعاطى “الزطلة” لكن ما خشي منه كتعاطي تحول الى ما هو افظع بكثير أي الى اجرام وحشي وجرائم قتل واغتصاب صارت جماعية وحتى ضد الاطفال والذكور.

فاليوم وصلنا مرحلة صار يختطف فيها شخص ويخدر ويتم الاعتداء عليه جنسيا واليوم صار الشخص يقتل من اجل سبب تافه وبسيط واليوم صار الابن يعتدي على امه وابيه واخيه والسبب في كل هذا ان العقول سلبتها المخدرات .

فعندما تم اقتراح ما سمي بقانون المخدرات الجديد وهو احالة أساسا على استهلاك ” الزطلة” حذر الكثيرون من كون الغاء العقوبة السجنية قد يخفف الضغط على السجون وينقذ اشخاصا من التحول الى خريجي سجون لكنه في الوقت نفسه له وجه آخر مخيف وخطير وهو انه سيكرس عقلية الافلات من العقاب وهو ما حصل فعلا .

ما نراه اليوم ان المخدرات وخاصة القنب الهندي المعروفة “بالزطلة” انتشرت بشكل واسع جدا وصارت تروج في اماكن كثيرة : امام المدارس والمعاهد والجامعات وحتى في المقاهي وفي الطرقات وهذا الامر تؤكده الاحصائيات التي تنشر عن تزايد استهلاك المخدرات والادمان.

هذا الوضع لا تنحصر تبعاته في الاستهلاك فقط بل امتد الى نتيجة خطيرة بل وكارثية وهي انه رفع من مستوى ارتكاب الجريمة والعنف حتى وصلنا حدا صارت فيه ابسط الخلافات قد تتحول الى جرائم وحشية وقتل.

 

تفشي الادمان

 

من هنا كان لزاما تدارس التبعات من جميع الجوانب قبل تغيير قانون يتعلق باستهلاك المخدرات وخاصة المنتشرة بكثرة وهي التي شملها التنقيح أي الزطلة.

واهم اليوم من ينكر كون انتشار الزطلة صار كارثيا في مجتمعنا وان نتائج هذا انعكست على الجانب الامني في المجتمع فقد وصلنا مرحلة صار فيها الواحد يخشى التجول في الشارع فما بالك بإرسال ابنائه بمفردهم.

هذه الوضعية التي وصل اليها مجتمعنا لا تحل امنيا فقط بل الأساس ضرب منظومة المخدرات في البلاد والرؤوس الكبيرة التي تغرق البلاد بالمخدرات لتكنز الاموال والثروات غير عابئة بكون جرائمهم هي في الاساس تدمير للمجتمع ولاستقراره.

فالحرب على الفساد لا يجب ان تقتصر على تبييض الاموال والتجاوزات فقط بل لعل الاهم هو ضرب شبكات تهريب المخدرات وترويجها في كامل البلاد فتلك اخطر المافيات

 

جرائم خطيرة

 

 

هنا من المهم طرح سؤال يبدو جوهريا ان لم نقل مصيريا وهو : هل ان مسألة ارتفاع معدل الجريمة وتغير انواعها موضوع توليه الدولة اهتماما ؟

عندما تحصل جريمة مثل التي حصلت قبل ايام أي تخدير شاب ثم اغتصابه وقبلها اغتصاب مجموعة من القصر لفتاة جماعيا ثم نشر تفاصيل ما حصل على الفيسبوك وايضا مداهمة فروع بنكية مثلما يحصل في الافلام الامريكية هل كل هذا طبيعي ؟

هذه الجرائم لم تكن موجودة في مجتمعنا بل هي نتيجة لشيء ما أي لتغير ما حصل وهو انتشار المخدرات ثم التساهل مع متعاطيها وايضا وهو امر لا يجب تهميشه ضرب منظومة القيم والاخلاق والتي ندفع ثمنها الان.

مجتمعنا اليوم لم يعد آمنا بل حتى اطار المدرسة بمعناها الواسع لم يعد آمنا فما بالك بالشارع والطريق .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى