في تونس : الأنستغرام تحول الى وسيلة لتجارة الجنس والدعارة وبيع الجسد

تونس – الجرأة الأسبوعية:

كنا قد تحدثنا في السابق عن انتشار ظاهرة الدعارة الإلكترونية او عبر مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة الفيسبوك.
حيث ان هناك من ينشؤون حسابات وهمية أي بأسماء غير صحيحة وغير حقيقية ليجلبوا الزبائن وهي نوعية خاصة همها البحث عن المتعة الحرام باي ثمن .
اليوم نعود للملف لكن من زاوية اخرى حيث قمنا بعملية تتبع ورصد لبعض الحسابات على الانستغرام لتونسيين وتونسيات وهي عملية سهلة في تتبعها بعد ان لفت انتباهنا البعض الى ظاهرة غريبة بدأت تتوسع .
هذه الظاهرة الجديدة هي حسابات الدعارة على الانستغرام أي صفحات تروج لبيع المتعة والجسد لمن يدفع.
الزبائن هنا ليسوا تونسيين فقط بل واساسا عربا وبأكثر دقة اثرياء الخليج الذين يدفعون بسخاء مقابل متعتهم.

صفقات تعقد مع أثرياء خليجيين واللقاءات تحصل في تركيا


هذه الحسابات تعرض سلعتها بالصور على الخاص لمن يطلب وتوفر له الشروط التي يريدها .
لكن اللقاءات لا تحصل هنا في تونس بل يقع اتفاق هو في الحقيقة صفقة وبعده تنتقل السلعة بشحمها ولحمها الى تركيا لتجد الحريف في انتظارها.
بالنسبة لعملية الدفع ووفق ما روي لنا فإنها تحصل بالعملة الصعبة أي بالدولار وبسخاء كبير .


الاتجار بالبشر

علينا ان نشير هنا كون ما يحصل يندرج ضمن الاتجار بالبشر وهي جريمة كبرى على المستوى الدولي والوطني لكن للحقيقة فان رصد هذه الجرائم صعب جدا لان ما يحصل هو اتفاق بين طرفين ليبدو وكأنه علاقة عاطفية خاصة والأفدح من كل هذا ان الامر بات يدخل في اطار زواج المتعة والزواج العرفي المؤقت او ما يمكن ان نصنفه كونه زواج المسيار وفق يسمية الفقهاء الشيعة.
أي اننا انتقلنا الى ظاهرة اخرى تهدد لحمة المجتمع التونسي المبني على القوانين المدنية والذي يمنع منعا باتا تعدد الزوجات كما يمنع العلاقات خارج اطار الزواج.

لماذا الانستغرام؟

هذا الموقع يقوم اساسا على عرض الصور ومن يبحث عن المتعة المحرمة هو باحث عن الشكل والصورة واساسا أي انه يريد سلعة حسب مواصفات معينة وللأسف صار بعض التونسيين وهم قلة يوفرونها من اجل المال .
علينا ان نشير هنا كون هذه الظاهرة منتشرة في جميع انحاء العالم حيث ان الانترنت غدت مجالا لكل المحرمات والممنوعات والبيع والشراء بكل اشكاله وانواعه لمن يدفع .
اما عن سبب عقد اللقاءات في تركيا فالسبب ان هذا البلد سياحي بامتياز ويستقبل عشرات الملايين سنويا والخليجيون الاثرياء يقصدونه باستمرار ففيه يختفون ويخفون حقيقتهم ويفعلون ما يريدون بعيدا عن الاعين.
بالتالي فنحن هنا ازاء نشاط قديم هو الدعارة لكنه جديد في اسلوبه وشكله حيث غدت الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي الوسيلة السهلة والبسيطة للحصول على الطلب وعقد الصفقة والاتفاق وتحويل الاموال او جزء منها ثم استكمال الباقي في ارض اللقاء .
طبعا ليست هناك احصائيات دقيقة حول انتشار هذه الظاهرة لأنها من الظواهر المخفية والسرية والتي تتم في صمت وتنتهي في صمت خاصة وان السفر الى تركيا عادي فالكثيرون يقصدونها للتبضع وجلب السلع لبيعها ولن تكون هناك شبهات كونه سفر لهدف آخر .
لكن علينا ان نشير كون الامر بات مرتبطا بعصابات تنظم هذه العلاقات والصفقات رغم ان جزءا منها فردي أي عمليات تعارف عادية تنتهي باتفاقات فتحدد موعد فلقاء فاجتماع وقضاء فترة من الزمن بعيدا عن الاعين لممارسة الجنس المحرم وبيع وشراء الاجساد.

بشير الزواوي

نشر في جريدة الجرأة الاسبوعية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى