بعد الصيف والشط و”الخلاعة” : مصاريف العودة المدرسية تنتظر العائلات التونسية والأسعار “نار”

يوشك فصل الصيف على الانقضاء بعد اشهر عرفت فيها العائلات التونسية مناسبات هامة وخاصة عيد الاضحى وأيضا عادة الاستجمام والمتعة في هذا الفصل والتي تعرف عندنا كتونسيين بالخلاعة أو التصييف.

لكن مع بداية انتهاء فصل الصيف والذي لا يمكن انكار كونه يكون مرهقا ماديا خاصة للطبقة المتوسطة وهي الأغلبية فما بلاك بمحدودي الدخل فان بابا آخر للمصاريف يفتح لكنه اجباري وليس فيه مجال للتردد او التأجيل.

ما نتحدث عنه هنا هو العودة المدرسية وما يصاحبها من انفاقت كبيرة بل كبيرة جدا خاصة في خضم موجة الغلاء التي تتزايد يوما بعد يوم .

مصاريف كبيرة

وفق مؤشرات حول المقدرة الشرائية فان المواد المدرسية تشهد هذا الموسم ارتفاعا بنسبة 40 بالمائة ورغم أنه لم تنشر أرقام رسمية حول هذه النسبة الا أن بعض الخبراء الاقتصاديين يؤكدونها لكن مع هذا تبقى المشاهدة والمعاينة المباشرة هي الاساس فتكفي جولة في المساحات التجارية والتدقيق في اسعار المحافظ المدرسية والادوات بمختلف انواعها ليتم التأكد كون الاسعار ارتفعت بشكل جنوني .

هذا الواقع من شأنه ان يزيد من المصاعب التي يمر بها الاولياء خاصة وانهم مازالوا يعانون من تأثيرات مصاريف فصل الصيف وقبله رمضان وعيد الفطر.

الحلول نفسها

لمواجهة هذه الضغوط المالية الكبيرة فان كثيرا من العائلات تلجأ الى الاقتراض بما في ذلك من البنوك أي الحصول على قروض استهلاكية موسمية لكن الاشكال هنا ان هذا الحل لم يعد هو الآخر سهلا ومتاحا بيسر حيث ان البنوك شددت في شروطها وقبولها بمنح هذه النوعية من القروض والسبب انها هي الأخرى تعاني من صعوبات في السيولة.

الحل الآخر الذي صار يلجأ اليه التونسي هو التزود بالأدوات المدرسية من السوق الموازية أي ما يعرف بصناعة “الشنوة” وهي مواد يدرك الجميع كونها قد تكون غير صحية للطفل وانها تقليد بالتالي لا تتوفر فيها سمة كونها نوعيات جيدة لكن رغم هذا فان الكثير من الاولياء مضطرون لهذا الحل ولا خيار عندهم.

هذا الاضطرار سببه أن باب الانفاق يفتح في مثل هذه الفترة على مصراعيه بالنسبة للأولياء أي مع اقتراب العودة المدرسية فالأمر لا يقتصر على المواد الدراسية فقط بل يشمل ايضا الملابس والترسيم واشتراكات النقل اما ان كان للعائلة طفل او اكثر يدرسون في التعليم الخاص فالمصاريف ستتضاعف مرات ومرات لان المعاليم ارتفعت في السنوات الاخيرة ارتفاعاا كبيرا جدا.

محمد عبد المؤمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى