بعد اغتيال قاسم سليماني: الخطوط الحمراء بين ايران وامريكا انتهت والمواجهة تأخذ منحى جديدا
تم ليلة امس تنفيذ ضربة صاروخية في محيط مطار بغداد حيث استهدف رتل من السيارات وقد تبين بعد وقت وجيز كون ما حصل هو عملية اغتيال لقائد فيلق القدس الايراني ونائب قائد الحشد الشعبي الايراني.التوضيح الامريكي لم يتأخر كثيرا حيث اعلن البنتاغون كون الرئيس ترمب اعطى التعليمات بتصفية قاسم سليماني ومهدي المهندس ردا على ما اعتبر انهما كانا يخططان لاستهداف جنود امريكيين في العراق .
هذه التفاصيل العسكرية أي هي عملية اغتيال بواسطة قصف جوي مبني على معلومات استخباراتية محلها العراق .
لكن ما صار يهم حاليا هو المنحى السياسي لأنه هو الذي سيحدد طبيعة التعامل العسكري ما بين الطرفين فايران هددت برد قوي وحزب الله اللبناني توعد بالمقاومة ورئاسة الحكومة العراقية اعتبرت ما حصل جريمة منكرة.
هذا يقودنا للتساؤل: هل كانت خطوة ترامب حكيمة وضرورية؟
علينا ان نفهم ان قاسم سليماني ليس شخصية عادية في ايران بل يمكن اعتباره من رجال الصف الأول في السلطة ولو بشكل غير معلن فهو قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري وفيلق القدس هو الذراع الحقيقية لايران في اجندتها واستراتيجيتها الخارجية حيث انه متحكم فيما يحصل في العراق واليمن ولبنان وافغانستان واماكن اخرى لا يعلن عنها.
بالتالي فان الادارة الامريكية بما فعلته تجاوزت الخطوط الحمراء الموضوعة بين الطرفين من ناحية ان المواجهات بينهما دائما ما تكون بالوكالة وثانيا لان ايران باتت ملزمة بالرد لاسترجاع قوة الردع مع خصمها.
لكن هل سيصل الأمر الى المواجهة المباشرة الكبرى؟
هذا الامر مستبعد الا من خلال سيناريو واحد وهو ان يكون ترامب قرر فتح المواجهة مع ايران وهذا الخيار ليس سهلا لان ذلك يلزمه موافقة الكونغرس والديمقراطيون يعارضون ذلك.
لكن مع هذا فالولايات المتحدة تدرك الان ان الرد الايراني قادم لكنها لن تعرف كيف وفي المقابل فانها تدرك كونه لن يتأخر والاغلب انه سيحصل في العراق بمعنى آخر فان العراق بات ملزما حاليا بتحديد الموقف مع من سيكون لان خيار التوازن بينهما أي ايران وامريكا لم يعد ممكنا والميزان السياسي هو لصالح ايران .
محمد عبد المؤمن