الى الغنوشي وسعيد… آن الأوان لتجلسا معا فتونس لم تعد تحتمل

كتب : محمد عبد المؤمن

كثيرة هي الأعذار التي قد تلقى ترمى ويبرر من خلالها الخلاف بين رئيس الجمهورية قيس سعيد ورئيس النهضة راشد الغنوشي لكن كل هذا يسقط امام مصلحة تونس .

ما يحصل الان يمكن ان نبصم بالعشرة كونه من فعل بطانة الرجلين فهناك من يزيد من اشعال النار واضرامها  لغايات في نفسه ولا نقول في نفس يعقوب فلا علاقة ليعقوب بالأمر بل الامر له بعدان.

الاول ان هناك انتهازيين يرضيهم الوضع كما هو اما لخدمة مصالحهم او لمخطط يريدون الوصول اليه.

الثاني ان هناك اشخاص متحجروا الفكر ويتعاملون مع السياسة كونها ابيض او اسود وواحد مع واحد يساوي اثنين.

في حين ان السياسية لم تكن يوما رياضيات او منطق بل هي فن الحوار وادارة الخلاف بل الخلافات وهي اول نقطة قبل الصراع وفي نفس الوقت آخر نقطة بعده فأي صراع او معركة او حتى حرب لا بد ان تنتهي بالسياسية والتفاوض وبالتالي الجلوس على الطاولة و طرح الافكار.

ما يحصل اليوم هو شخصنة للأمور يزيدها المحرضون اشتعالا وبالتالي يسير الوضع من سيئ الى اسوأ.

رغم حدة الخلاف فان النهاية ستكون الحوار والجلوس للحوار فلماذا تخسر البلاد اسابيع اخرى او اشهرا في حين ان الحوار قدر وليس خيار.

على قيس سعيد وراشد الغنوشي ان يتركا النرجسية ويتعلما فن الاستماع لبعضهما والانصات لمن يخالفهما فجل من لا يخطئ وكل البشر خطاؤون .

لا يهم اليوم من هو المخطئ ومن المصيب بل لا بد من حل وسط لان البلاد لم تعد تتحمل مثل هذا العبث المتواصل .

الاقتصاد ينهار والتونسي وصل مرحلة اليأس والاحباط ويكاد يفقد الرغبة في الحياة والوباء ينخر المجتمع وينشر الرعب والخوف وجماعة القصر ومونبليزير مازالوا في سكرة الخلاف والمعركة وكأنها حرب عالمية في حين ان جلسة واحدة يمكن من خلالها اذابة الجليد والانطلاق .

مثل هذا الكلام لا يعجب البعض ممن يستمتعون بالمعارك والخلافات والصراعات .

وهو كلام ثقيل في مجتمع يعيش منذ 10 سنوات على الخلافات والانقسامات ان كانت ايديولوجية او سياسية او فكرية .

لكن الكلام الثقيل هو ما ينفع لا الانتصار لهذا او ذاك.

بمفهوم التقييم الموضوعي فكلاهما مخطئان لان ” عركتهما” ليست شخصية وان اريد لها ان تكون كذلك بل هي معركة مصير تونس وشعبها وما عاد الوضع يسمح بمزيد الاستهتار اكثر من هذا.

البعض يتعامل مع النهضة وراشد الغنوشي وكأنهما وباء يجب التخلص منه والبعض ينظر لقيس سعيد وكانه غلطة جاءت بانتخابات في حين ان الدول لا تسير بمثل هذا المنطق السطحي.

النهضة حزب له وزنه وله انصاره وهم يمثلون جزءا هاما في المجتمع ننتقدها ضمن هذا الاطار.

وقيس سعيد جاءت به الانتخابات وهو الرئيس اما من لم يعجبه الامر فهذا حقه وعليه ان يغير في الانتخابات القادمة لا ان يخلق الأزمات والصراعات.

للنهضة اخطاء كثيرة ننتقدها ونحتج عليها كما لرئيسها سياسية ومنتهج لا يعجب الكثيرين لكن هذا ليس معناه التشويه وصنع افلام هندية سخيفة لمهاجمته وتحويله الى تاجر سلاح وقد نجد البعض لو واصلنا هكذا يحوله الى تاجر مخدرات فالكلام سهل والاتهامات حاليا صارت اسهل من السهولة ذاتها.

اتقوا الله في هذا الوطن الذي يضيع واتركوا مصالحكم ومصالح احزابكم وفكروا في السيناريو الذي تصنعونه وما قد يؤدي اليه.

لو غرق المركب فسيغرق معه الجميع من نهضويين ويساريين وقوميين وغيرهم والمركب الان مثقل بالأزمات والأحمال وللأسف كل هذا من صنع ابنائه اما الحديث عن مؤامرات خارجية فحتى وان كانت حقيقة فما كان لها ان تنجح لو لم تجد من يدعمها في الداخل .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى