الواشنطن بوست: تقديم الانتخابات الرئاسية على التشريعية جعل النهضة تعيد خلط أوراقها
نشرت صحيفة الواشنطون بوست الأمريكية على موقعها الالكتروني مقالا للباحث ماكس غاليان و الباحثة ايزابيل ويرنفيل تحت عنوان Why Tunisia’s early presidential election will test its democracy تحدثت فيه عن الإنتخابات الرئاسية في تونس حيث اعتبرت أن حركة النهضة قد تعودت على الإحجام عن المشاركة في الإنتخابات الرئاسية و هو ما يجعل ترشيحها نائب رئيس الحزب و نائب رئيس البرلمان عبد الفتاح مورو قرارا تاريخيا.
وأضافت :هو أمر كان محل نزاع داخل الحركة و مع ذلك فينظر لمورو و هو محامي يحمل شهادة نسب حضرية على أنه الخيار الأكثر أمانا و من المرجح أن يستقطب فئة واسعة من التونسيين.
و أضاف المقال بأن تقديم الإنتخابات الرئاسية على البرلمانية قد أعاد خلط أوراق حركة النهضة و حساباتها، لما للرئاسية من تأثير على التشريعية و صياغة التحالفات الحكومية. و أردفت اليومية الأمريكية بأن الإستمرارية و الإستقرار السياسي يمكن ان يفيدا عبد الفتاح مورو مرشح النهضة بإعتباره رجل دولة كما يمكن أن تفيد وزير الدفاع المستقيل عبد الكريم الزبيدي، المقرب من الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي. و وصفت الواشنطون بوست ترشح عبير موسي للرئاسية بالمستفز فهي من رموز النظام السابق و تسعى الى العودة بالبلاد إلى مربع الاستبداد.
و ختم ماكس غاليان مقاله بالإشارة الى ان تقديم الإنتخابات الرئاسية إختبارا للحساسيات السياسية و للديمقراطية التونسية الناشئة ليتساءل عما إذا كانت الإنتخابات الرئاسية السابقة لأوانها ستكون بوابة لإعادة تشكيل النظام السياسي ففوز رئيس جمهورية بدون سند سياسي و حزب ممثل برلمانيا يمكن أن تدفعه الى إجراء تغييرات دستورية لتوسيع صلاحياته و تغيير النظام الى نظام رئاسي، في المقابل فإن فوز حركة النهضة المزدوج بالرئاسية و البرلمانية سيؤدي الى تكامل ملموس بين السلطتين، معتبرا أن تونس ستشهد في الأسابيع القليلة القادمة حملة انتخابية هي الأكثر تنافسا في العالم العربي و ستتوج بمناظرات تلفزيونية بين المترشحين لعرض برامجهم لإعادة تنشيط جماهير الناخبين اليائسة من تردي الظروف الإجتماعية و الإقتصادية فهذا الإستحقاق الإنتخابي يمكن أن يرسخ العملية الديمقراطية في تونس كما يمكن أن يهدم ما حققه البلد الصغير في شمال افريقيا لسنوات.