المنظومة تغيرت في قرطاج وبقيت على حالها في باردو والقصبة
ينظر الكثيرون الى نتائج الانتخابات بكونها نقلة نوعية بل هناك من يعتبرها نقلة جذرية.
هذا الموقف قد يكونا صحيحا بالنسبة لمنصب رئاسة الجمهورية حيث ان قيس سعيد يمثل نوعا من التغيير في الاسلوب والعقلية قبل الشخص.
لكن من الناحية الاخرى أي فيما يخص الرأس الثاني للسلطة التنفيذية وايضا السلطة التشريعية فقد بقيت على حالها حيث ان المتغير الوحيد من ناحية التقييم الحزبي ان العائلتين السياسيتين ذاتهما بقيتا في السلطة .
فبعد انتخابات 2014 حكمت النهضة مع نداء تونس لكن هذه المرة انضاف الى النهضة طرف آخر من نفس المدرسة اليمينية وهو ائتلاف الكرامة بالتالي فالمضمون يبقى نفسه حتى وان تغيرت التركيبة.
من الجهة الاخرى فان انزياح نداء تونس لا يعني ذهاب ما يمثله كليا بل ان المتغير ايضا حصل في الاشخاص والقيادة فحزب قلب تونس هو نفسه حركة نداء تونس لكن مع ذهاب المؤسس وتهميش نجله وتقدم قيادات وشخصيات اخرى الى الواجهة بل ان من قال انه هو من صنع نداء تونس فعليا واوصله للسلطة ونقصد نبيل القروي هو من يتراس الحزب بالتالي هذه العائلة السياسية التي لم يتوضح بعد دورها وحجمها ومدى تماسكها ما تزال في وضعية الغموض.
علينا ان نتذكر هنا انه بعد انتخابات 2014 مباشرة لم يكن احد يتصور ذلك المصير الذي سيصل اليه نداء تونس او على الاقل ان يحصل بتلك السرعة والامر نفسه اليوم لحزب قلب تونس فهو تركيبة متداخلة واحيانا متناقضة جدا ومسألة ثباتها سيحددها الوقت والظروف لكن بعض المؤشرات تحيلنا كون سينارية نداء تونس قد يتكرر معه وربما بسرعة اكبر حيث انه حزب انتخابات لكنه على خلاف نداء تونس لم يصل اليها وبالتالي فهو يبحث في مرحلة اولى عن تموقع ضمن الائتلاف الحاكم ولو بالدعم والمساندة وهو امر لن يحصل في الظاهر ويمكن ان يكون ضمن اتفاق تحت الطاولة .
او في مرحلة اخرى لو فشل الهدف الاول ان يكون متزعما للمعارضة وهي ايضا مهمة صعبة بسبب رفض الكثير من مكوناتها له.
محمد عبد المؤمن