المنصف المرزوقي : “تونس مثل حافلة بلا فرامل يسوقها سكران “
نحن عنوان “اللعنة وتجاوزها” كتب الرئيس المؤقت السابق المنصف المرزقي ما يلي :”
كأنّ هناك لعنة مسلطة على هذا الشعب المسكين:
إن جاءته الديمقراطية دمّرها وأن جاءته الديكتاتورية دمرته؟
اللهم لا شماتة لكن انظر أولى ضحايا عودة الدكتاتورية. إنهم كل من فرشوا لها البساط الأحمر: الممولون الفاسدون (للثورة المضادة) الاعلاميون الفاسدون والسياسيون الفاسدون والناخبون المظللون الذين خلطوا بين صندوق الاقتراع وطاولة القمار.
اللهم لا شماتة لكن أنظر حال الذين دعوا لنظام الحكم الفردي بحجة تجميع السلطات لا تشتتها كما كان الحال حسب زعمهم ابان ” العشرية السوداء”.
ها هي النتائج الأولية للحكم الفردي. يحدثونك عن المفقود من المواد الأساسية ولا يحثونك عن المفقود من احترام العالم لنا ومن نزيف الأمل في وطن أصبح بالنسبة لشبابنا الأرض التي نفر منها لا الأرض التي نفرّ إليها.
تونس اليوم مثل حافلة بلا فرامل يسوقها سكران ويضج داخلها الركاب بالصراخ. ثمة الذين يصرخون رعبا مما ينتظرهم. ثمة ويا للعجب الأغبياء الذين يصرخون اعفس يا قيسون يتصورون أنهم لن يكونوا من بين الذين ستتهشم عظامهم عندما ترتطم الحافلة بالحائط.
الحلّ؟ تحت راية الدستور الوحيد الذي يجمع الشعب التونسي
1-استئناف الثورة أين تم اجهاضها صيف 2013 المشؤوم والنموذج السيريلانكي هو الذي لا مفر منه إذا تواصل إنكار مؤسسات الدولة لما يعمي الأبصار أي أن ساكن قرطاج غير سوي غير كفؤ غير شرعي وأنه يجب التعجيل بوضعه (حسب رأي الأطباء) في مستشفى الرازي أو سجن المرناقية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذا الوطن المنكوب.
2-استئناف بناء الديمقراطية أين تمّ وأدها صيف 2021 المشؤوم بعد أن تعرت بصفة لا أكثر منها كاريكاتورية أوهام واكاذيب الزعيم المنقذ.
والباقي أي تحرك المكنة الاقتصادية وعودة الهدوء للنفوس واستعادة سيادتنا الوطنية وكرامتنا المهدورة، كل هذا سنبنيه سويا في ظل دولة القانون والمؤسسات التي أساء الدفاع عنها السياسيون تآمر عليها الأوباش وفرّط فيها الجهلة.
فإلى استئناف مسار التحرر يا شعب المواطنين
ولا بد لليل أن ينجلي