المقامة الإخشيدية / قيس سعيد وصاحب البريد وهارون الرشيد
كان يا ما كان في حاضر العصر والأوان رئيس محبوب اختارته الرعية ليزيل عنها شر البلية . ولأنه صاحب الحظ السعيد والعقل الرشيد فقد باركه كل مختار ومريد.
وفي ليلة شديدة السواد تذكرنا بحكايات الأجداد خرج صاحب القصر في عزة ونصر فاستدعى صاحب البريد لينفذ له ما يريد في صمت مطبق شديد.
قال السعيد يا صاحب التشريفات انقل رقعة التعليمات وأوصلها عبر الحمامات الزاجلات الى ابننا البار هشام الأخيار وامكث عنده ما طاب لك المقام وكل هنيئا مريئا حتى يعيد لك المرسول وبه ختم المنقول.
وصلت الرسالة الى هشام فأرعد وأزبد وهدد وتوعد وقال : ما لمثلي يقال هذا الكلام ولو كان من سيد القصر مولانا حكيم العصر .
وبسرعة البروق أرسل مرسولا مضمونا كتب بخط ممشوق أن أغثني من هارون الرشيد الذي تجاوز الحد وسن الحديد وادعو مجلس البيعة لنعلن الفزعة.
وبين هذا وذاك بقي صاحب البريد بين جيئة وذهاب بين الاخشيدي وهشام بن عبد الملك وراشد الاخريجي.