ثلاثة يمنحهم الفخفاخ صفة وزير دولة …للترضية أم لإطلاق اليد…

جرت العادة أن الحكومات تتكون من وزراء وكتاب دولة وعلى رأس كل هؤلاء رئيس الحكومة أو الوزير الأول حسب النظام السياسي المتبع.

لكن هناك بدعة استحدثت ليس في تونس فقط بل نجدها في بلدان أخرى وهي ما يعرف بوزير دولة الى جانب صفته فيقال مثلا وزير الدولة وزير الداخلية او وزير دولة وزير الخارجية .

ضمن حكومة الفخفاخ تكررت هذه الصفة ثلاث مرات الاولى مع لطفي زيتون والثانية مع انور معروف وهما من النهضة اما الثالثة فمع محمد عبو وهو مرشح التيار الديمقراطي.

السؤال هنا: ما الفرق بين وزير عادي ووزير دولة؟

يمكن ان يعتبر الامر تكريما ومن باب استرضاء شخصية وتمييزها عن باقي اعضاء الحكومة وهذا في الانظمة غير الديمقراطية كما حصل في تونس سابقا أي في عهد بن علي.

بالنسبة لعهد بورقيبة فلم يكن مهما الصفة فالوزراء يحملون اهميتهم ونفوذهم من الحزب ومن قربهم من قصر قرطاج ان كان من الرئيس او من عقيلته وسيلة بن عمار ام من سعيدة ساسي.

بالنسبة للحالة الراهنة يصعب اعتبار ان منح عبو وزيتون ومعروف هذه الصفة لإرضائهم او حتى لإرضاء احزابهم فقط بل هناك امر آخر وهو ان صفة وزير دولة تعني منحهم صلاحيات اكثر من غيرهم وان لهم هامش حرية في التحرك واتخاذ القرارات اكثر من غيرهم من الوزراء الاخرين.

لنأخذ مثلا حالة محمد عبو فالرجل منح وزارة الوظيفة العمومية والاصلاح الإداري ومكافحة الفساد وقد كان تقلد نفس هذه الخطة في حكومة حمادي الجبالي ضمن الترويكا لكنه استقال منها بعد اشهر قليلة بسبب ما اعتبره حدا من صلاحياته ما جعله غير قادر على ضرب الفساد بقوة.

التيار كان يرفض المشاركة في الحكومة كونه ديكور ويقول انه يريد مكافحة الفساد بجدية.

ما يعني ان الفخفاخ سيمنح عبو صلاحيات كبيرة ومجالا اكثر من غيره من الوزراء لكن هذا الامكر لن يكون سهلا لان مجال عمل عبو سيكون كل الوزارات بما فيها رئاسة الحكومة فهو سيتوجه اينما كان الفساد او بأكثر دقة شبهات فساد والامر قد يصل الى رئاسة الجمهورية وحتى مجلس نواب الشعب والجهات الرقابية .

بالتالي السؤال الاوضح هنا هو: هل سيقبل منه ذلك ام ستخلق ازمات مع الوقت.

الوقت سيجيب.

محمد عبد المؤمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!