القاضي الذي نكلّوا به المكي بن عمار : والنبي نحبّك قاضيا كنت او جامع علب بلاستيك ظللت

كتب : الحبيب العرفاوي

ما يزال  القاضي المكي بن عمّار يصارع  الوجود في  الحياة ضنكة  بعد مفارقة قسرية لمهنته  دفعوه اليها اولاد الاوباش بالزجّ به في مستشفى الرازي مشككين في قدرته العقلية وهو ذو العقل الراجح و الفكر المتّزن ..
ابعدوا  المكي بن عمار عن دائرة الحكم و العدل و ترك فينا لوعة و غصّة لا اقدر على وصفها ..
اذكر في مسيرة المكي لا ذكاءه الفطري و لا كتاباته الرائقة الفذة و لا قلمه النزيه و لا مبادئه مبادئ التعفف و النظافة و الاستقامة بل اذكر اني دفعته قصد التخلي عن الحفر في العميق و رفع يده عن لجام مكافحة الفساد في سلكه فرد بقوله لا استطيع ان امرّ من هذه الدنيا مثل عابر سبيل دون ان ترك بصمة واضحة .
 كان الحديث على مأساةاللحظة و تعاستها ممتعا رائقا ..
لم يكن المكي اوًكما يحلو لوالدته تسميته هارون مخبولا او شيعيا او باحثا عن شهرة بل كان ذو مبادئ و على خلق عظيم و ثقافة واسعةو طيبة كبرى و صبر يضاهي او يكاد صبر ايوب
مرمردوا المكي بن عمار سجونه و تحمّل ،اعتقلوه و تحمّل ،عنفوه و تحمّل ،اطردوه و تحمّل ،و جوعوه وتحمّل ،هبلوه و تحمّل ..نكلوا به هرسلوه هتكوه و ظل صامدا لم يثنيه صقيع الليالي و انواء الشتاءو قرّه و لا الصيف و حرّه ان يدافع عن قناعاته و مواقفه ذائدا عن حق مسلوب مجابها مافيا لا تعرف الرحمة .
المكي كان حامل همّ عائلة ضعيفة هشّة تقتات من جهده و ما قدمت يده الطاهرة ، اماط الثام عن عصابة التدليس و مافيا حرق المحصولات في سليانة و الدسائس التي تحاك …
المكي بن عمار من مؤسسي الدفاع عن قضاء نزيه عادل و نظيف ..المكي عاش من اجل قضية و لم يفكر يوما في الانتحار او اليأس
ستبقى الرئيس يا هارون .و النبي نحبّك قاضيا كنت او جامع علب بلاستيك ظللت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى