الغنوشي يريد أن يحول قيس سعيد الى ” ماريونيت” كما فعل مع المرزوقي

تونس – الجرأة الأسبوعية : محمد عبد المؤمن

ما صرح به القيادي السابق في النهضة قبل استقالته لطفي زيتون لا بد من التمعن فيه جيدا لعدة اسباب.

اولها ان هذه الشخصية النهضوية كانت تعتبر من المقربين من رئيس الحركة.

الأمر الثاني انه محسوب عليه في التوجه السياسي وداخل النهضة .

الأمر الاخر انهما كانا معا منفيين في بريطانيا لكن مصطلح منفى لا يعني التشرد هنا فقد كان الغنوشي يعيش حياة مترفة او على الاقل لم يتعرض لمصاعب .

نعود لما قاله زيتون وهو انه بات يخشى على الغنوشي من غضب شعبي وان يكون مصيره مثل الرئيس الاسبق بن علي.

هذا التصريح لم يكن مجانيا ولا بسبب خلاف تفجر بينهما بل جاء من شخصية قررت فجأة الاستقالة من الحكومة والخروج كما فعلت شخصيات أي قيادات اخرى في النهضة.

فعلها قبلا حمادي الجبالي لكنه صمت خشية ان يفجر النهضة ويكون سببا في انقسامها.

ثم فعلها عبد الحميد الجلاصي لكنه تكلم وفسر واتهم ثم ماذا ؟

تغلب الغنوشي لكونه صاحب السلطة الكبيرة في النهضة وايضا في الدولة.

الخطوة الوحيدة التي تراجع عنها الغنوشي هي ترشحه للرئاسة مجددا وقد جاء ذلك بعد ضغوط كبيرة وصلت حد التهديد من قبل ما عرف بمجموعة المائة لكنه أي الغنوشي استطاع ان يفرض تأجيل عقد المؤتمر الحادي عشر بمعنى آخر لم تعد له رغبة بالترشح حاليا لأنه سيواصل رئاسة الحركة الى حين عقد المؤتمر والذي لم يتحدد موعده بعد.

معارك الغنوشي لم تقتصر على الداخل أي النهضة  بل امتدت الى مجلس نواب الشعب فمنذ توليه منصب رئيس المجلس والمعارك لم تنته حتى صارت مع جميع الاطراف باستثناء ائتلاف الكرامة ولهذا اسباب قد نعود اليها.

المعركة الكبرى التي فجرها الغنوشي كانت ضد رئيس الجمهورية قيس سعيد والبداية كانت بتنفيذ وعهده وتهديده بإقالة الياس الفخفاخ ورتبت له ملفات تجاوز سلطة لم يقل القضاء فيها موقفه بعد.

قبل سعيد بالأمر من اجل مصلحة البلاد رغم انه غير متأكد كون الفخفاخ فاسد لأنه يرى ان الفساد متواجد في جهات اخرى.

قدم قيس سعيد شخصية لتولي رئاسة الحكومة هي هشام المشيشي واختارها مغمورة حتى تكون حكومة عمل ولا تخضع للابتزازات الحزبية لكن من اختاره انقلب عليه وخذله بعد اسبوع واحد واستطاع الغنوشي مجددا ان يدخل على الخط ويستقطب ساكن القصبة  الجديد حيث عرض عليه حزامه الذي وعده بكونه سيكون واسعا جدا.

قد يكون المشيشي اغتر بوعود الغنوشي وقد يكون مكرها اخاك لا بطل فدعم النهضة ضروري لكن كان بالمكان ان يرفض منذ البداية شروط قيس سعيد ويعلمه كونه لا يمكن تشكيل حكومة غير سياسية لان الدعم داخل المجلس اساسي وعندها يقرر رئيس الجمهورية هل سيكلفه ام سيتراجع لكن ما حصل هو مغالطة بل هو نوع من الخداع .

اليوم وفي خضم هذه الوضعية الصعبة التي تعيشها البلاد نجد الغنوشي يعود مجددا الى اسطوانة التحوير الوزاري وعزل وزراء وتعيين اخرين والحجة ان هناك وزراء اداؤهم ضعيف على اساس ان اداءه هو في رئاسة المجلس قوي جدا.

ما يريده الغنوشي يتجاوز البحث عن حكومة وزراء جيدين فالمشكل ليس في وزراء فاشلين واخرين ينتظر ان يكونوا ناجحين بل المعضلة الحقيقية في الوضع العام بالبلاد ككل فالرئيس الذي انتخب بنسبة 72 بالمائة هو عند الغنوشي بلا صلاحيات والافضل له ان يجلس في قصر قرطاج ماكل شارب شايخ ويترك الدفة للشيخ التكتاك حت يتكتك كما يشاء أي هو يريده رئيسا ” ماريونيت” كما اراد من قبل رئيسا طرطورا مع كل الاحترام للدكتور المنصف المرزوقي الذي رفض هذه الصورة لذلك حورب بشكل عنيف وشرس.

السؤال الذي يطرح اليوم بجدية هو : متى يكون راشد راشدا ؟

نشر هذا المقال في الجراة الاسبوعية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى