العربي الباجي رئيس مرصد الشفافية :الفساد تحميه أطراف نافذة في الدولة و أخطر أنواع الفساد هو الفساد السياسي

تونس – الجرأة الأسبوعية: حوار محمد عبد المؤمن

دائما ما يبقى الفساد هو المعضلة بل الكارثة الكبرى التي تواجه تونس وتهدد ديمقراطيتها الناشئة .

فمع الثورة كان هناك اعتقاد ان مرض الفساد سينتهي بلا رجعة لكن ما حصل كان عكسيا أي ان الفساد استشرى وتفاقم ولم تعد الحرب ضد قلة عمروفة بل صار ضد لوبيات ونافذين يتقوون بالدولة او بالأصح نافذين في الدولة بلا ضمير.

من بين المنظمات التي تكونت بهدف مقاومة الفساد وفضحه نجد مرصد الشفافية والحوكمة الرشيدة الذي يقوم بدور مهم وكبير في كشف الفساد وتتبع آثاره وشن الحرب عليه .

نلتقي اليوم في حوار الجرأة الأسبوعية مع رئيس المرصد والمستشار بالمحكمة الدولية العربي الباجي لنطرح معه ملف الفساد من عدة زوايا وقد سألناه أولا:

مرصد الشفافية الحوكمة الرشيدة ما هو ؟

مرصد الشفافية والحوكمة الرشيدة هو هيكل من هياكل المجتمع المدني ينشط وفقا للمرسوم 88 تم تأسيسه سنة 2016 يعمل على تطبيق ونشر مبادئ الشفافية وأنظمة الحوكمة الرشيدة ومقاومة الفساد من مهامه مراقبة الواقع الاجتماعي بالمؤسسات و العمل على اقرار ضمانات اسناد الخطط الوظيفية  وإعادة التصنيف المهني  إلى جانب متابعة المشاريع وتقييم مؤسسات الدولة .

ما هي مهامه؟

  للمرصد الحق في التدخل العاجل و السريع  في المسائل الخاصة بمقاومة الفساد لدى الهياكل المختصة بالوزارات والجهات القضائية الى جانب ربط الصلة وطنيا ودوليا في المسائل الخاصة بحقوق الانسان والحريات العامة والعمل على تطبيق مقومات الشفافية بالمؤسسات العقابية والسجنية ومراكز الايقاف والقيام بزيارت ميدانية الى جانب ان للمرصد الحق في بعث لجان داخل الإدارة  والهياكل العمومية تعمل على تطبيق أهدافه.

هل تتعرضون لضغوط ومضايقات بسب فتحكم لملفات الفساد وفضحها؟

بالطبع الضغوطات و المضايقات  سياسة منتهجة من طرف لوبيات الفساد أو المتورطين في هذه الملفات وكل المنتمين إلى المرصد تعرضوا للمضايقات وصلت إلى حد التهديدات وحتى قضايا كيدية تنشر ضد بعض المنتمين إلى المرصد

تم تكوين ائتلاف جديد للتصدي للفساد المرصد جزء منه لو نعرف ممن يتكون وما هي اهدافه وما الجديد الذي يمكن ان يحصل في الصراع مع الفاسدين والفساد؟

الائتلاف يتكون من منظمات وطنية ليس لها هدف سوى مصلحة تونس ومنها إلى جانب مرصد الشفافية والحوكمة الرشيدة

الرابطة الوطنية للأمن والمواطنة

منظمة امن شباب تونس

الرابطة التونسية لشرطة الجوار

الجمعية التونسية الاورومتوسيطة للشباب

الجمعية الدولية للدفاع عن حقوق الانسان والاعلام

جمعية التنمية للاعلام البديل

الرابطة التونسية للشباب

 والباب مفتوح لكل من يريد خدمة تونس في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها بلادنا.

 والهدف من تكوين هذا الائتلاف هو العمل  على عدم انجرار البلاد إلى دوامة الفوضى والعنف والفساد وهذه العوامل هي التي تصنع  أرضية خصبة لعيش وترعرع لوبيات الفساد و الجريمة المنظمة والتي تكون سبب  في انتكاس المسار و انهيار الدولة.

هذا الائتلاف عبر عن دعمه لوزير الداخلية توفيق شرف الدين لماذا هو بالذات ؟

الائتلاف عبر عن دعمه لكل وزير وطني  ليس له حزام سياسي ويغلب مصلحة البلد على مصلحة نفسه ووزير الداخلية له هذه الصفة لذلك عبرنا عن دعمه بعد أن بدأت تظهر في الآونة الأخيرة تحركات لإبعاده عن  وزارة الداخلية.

ما هو اخطر انواع الفساد في تونس اليوم؟

 ان الفساد الحقيقي و أخطره  الفساد السياسي الذي يجر وراءه الفساد المالي والاقتصادي وذلك عن طريق فساد القوانين و التشريعات والنظم اذا جاءت على مقاس المصالح الخاصة والاستفادات فالخطير عندما تشرع قوانين بحجة

حماية الاقتصاد وتعبئة موارد الدولة ودفع الاستثمار عن طريق مناخ مصالحة والأصل هو تفصي الفاسدين وناهبي أموال الشعب من العقاب وحماية المصالح  الخاصة.

أي جهة رسمية تثقون فيها كونها قادرة على مكافحة الفساد؟

ان سبب الفشل في مقاومة منظومة الفساد أو القضاء عليه هو كثرة الهيئات واللجان والهياكل  والمجالس التي تبعث لمقاومة الفساد والتي تسخر لها أموال طائلة من دم دافعي الضرائب ومنتجي الثروة ودم  هذا الشعب إلى جانب البطء في التعامل مع الملفات والتلكؤ في اتخاذ القرارات والذي يجعلنا نستنتج انه ليست هناك إرادة سياسية صحيحة لمقاومة الفساد  من الجهات الرسمية التي طالبنا مرارا ان تكون هي الجهة التي نفصل وتقاوم وتحمي المبلغين عن الفساد في ملفات الفساد هو القطب القضائي الاقتصادي والمالي يجب الكف عن تهميشه وتوفير الموارد المالية و البشرية التي يحتاجها وهذا سيمكن الخزينة العامة من استرجاع الاف المليارت.

هل يمكن فعلا هزم منظومة الفساد؟

كلمة فساد سهلة في النطق والقراءة ولكنها عصية في مفهومها والتعامل معها أو اجتثاث عروقها ولا يمكن هزمها بالأخص ان كانت مدعومة وتزكى من طرف الأطراف النافذة في الدولة ومن طرف السلطة  ولكن نستطيع أن نقضي على الفساد ونهزمه ان وجدت إرادة سياسية لمحاربة هذا الطاعون لأن للدولة دور هام في زيادة الفساد  وانتشار الجريمة فهي تمثل قوة الضبط الاجتماعي فإن شابها فساد ضعفت سلطتها على الأفراد وهذا يؤدي الي الخروج عن قوانينها ومخالفتها.

نشر هذا الحوار في الجرأة الأسبوعية:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!