الطبقة المتوسطة تندثر والفقراء ازدادوا فقرا

بعيدا عن الارقام التي تتحفنا بها الحكومة وبعيدا عن معطيان المعهد الوطني للإحصاء والبنك المركزي حول نسبة التضخم والنمو وتحسن المؤشرات الاقتصادية وهي السياحة اساسا والتي تقاس بعدد من دخلوا تونس لا بما انفقوا من عملة خضراء وغيرها فان اهم معطى تقاس به وضعية أي شعب هي الواقع والمقدرة الشرائية وقيمة الانفاق.

الى حدود سنوات قليلة كانت الطبقة المتوسطة هي صمام الامان في المجتمع التونسي فقد كانت تمثل اكثر من 60 بالمائة بل ان خبراء يشيرون كونها قاربت ال70 بالمائة أي ان اغلبية الشعب كانت مكتفية وان لم تكن ثرية.

هذا المعطى لم يعد موجودا فالطبقة المتوسطة اليوم اقل من 50 بالمائة وهناك من يجعلها في ال40 بالمائة اما الفارق فهو انحدر الى الفقر .

لكن الوضع لم يقف هنا حيث ان هناك شريحة اخرى توسعت وهي شريحة الفقر المدقع أي ان نسبة كبيرة من العائلات التونسية لم تعد مكتفية ماديا بسبب الغلاء المتواصل والمتصاعد .

تقلص الطبقة المتوسطة وتزايد نسبة الفقر يؤثر مباشرة على الاوضاع الاجتماعية وما نراه اليوم من انتشار للعنف والجريمة هو احد نتائج هذه التحولات التي تحصل .

 

محمد عبد المؤمن

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!