الشعب بدأ يتحرر من الاحباط واليأس: قيس سعيد أطلق ثورة عقل وأمل

ما نراه يحصل في العديد من مناطق الجمهورية وما حصل في اليومين الاخيرين كان ضربا من المستحيلات.

ما نعنيه هنا هو تلك الفورة للشباب وجزء مهم من الشعب باتت انعكاسا لروح جديدة وامل في تونس جديدة خالية من الفساد والمفسدين والسياسيين الانتهازيين.

لنبدأ الحكاية من اولها حتى نستوعب معا ما يحصل في تونس اليوم.

فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية فتقدم العشرات وقبل منهم الكثيرون.

اغلبهم كانوا يحتكمون على ماكينات حزبية او مالية او اعلامية ومنهم من جمع كل هذا. لكن بين كل هؤلاء هناك شخصية يعرفها التونسي من خلال تدخلاتها الاعلامية وهي قليلة لان الاعلام وتحديدا الخاص لا يريد ولا يحبذ مثل هذه الشخصيات الجدية بل يريد ما يطلبه المستمعون او هكذا يتصورون حتى حولوا الاعلام الى سفاسف ورداءة وسطحية لم تعرفها بلادنا من قبل.

هذه القنوات جمعت حولها مجموعة من “الكرونيكور” ليصنعوا رأيا عاما كما يريدونه وفعلا نجحوا في هذا عام 2014 او لعلها غفلة وخدعة انطلت.

كان المراد تكرار الامر في انتخابات 2019 وكالعادة يخرج علينا “أ” و”ب” ليلقننا دروسا ويقول لنا من ننتخب ومن لا ننتخب .

ضمن كل هذا ظهرت هذه الشخصية الجدية لكنها لا تملك لا مالا ولا اعلاما ولا ماكينة من أي نوع بل كل ما تملكه صدقها وايمانها بأن التونسي واع ويعرف ما يريد.

بل اكثر من هذا فهذا المترشح لم يقدم برنامجا انتخابيا ولا رمى وعودا ولا قال للتونسيين بأنه سيخرجهم من الفقر ويحولهم الى سنغفورة بل قال لهم كلمات قليلة: انتم حددوا ماذا تريدون . انتم من سيطرح الحلول. سلموني الأمانة وسأصونها. سنعود الى مطالب الثورة.

ودخل الانتخابات بلا شيء .

لكن هذا اللا شيء تحول فجأة الى حملة انتخابية في كامل تراب الجمهورية من الشباب والتونسيين والتونسيات بتطوع ورغبة منهم وبلا أي حسابات .

ما حصل ان كل الماكينات الحزبية والمالية والاعلامية السوداء انهزمت امام شباب تونس شباب الثورة وكان قيس سعيدا رئيسا لتونس بنسبة تفوق ال70 بالمائة.

بعد الفوز في الانتخابات لم نر حزبا يحتفل في مقره بل تونسيون خرجوا في جميع المدن والولايات ليحتفلوا من تلقاء انفسهم وخرج المترشح سابقا الرئيس حاليا للناس ليجدد التزامه بالصدق والامانة ومجددا لم يطرح وعودا ولا شعارات والقى بعض كلمات حول ضرورة ان تكون تونس جمليه ونظيفة وبتلقائية يخرج التونسيون لينظفوا الشوارع بلا لافتات حزبية ولا قنوات تصورهم .

ما الذي يحصل ؟

ببساطة ودون تحليلات فلسفية وسفسطة لغوية الشعب اختار وعرف ماذا يختار ويريد ان يدعم من اختاره .

الشعب هو الذي ارادها ثورة عقل ووعي وامل .هذا ما يحصل.

محمد عبد المؤمن

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى