الرئيس قيس سعيد يعلن “حربا “على الاخوان …والرد مخطط لعزله…

تونس الجرأة نيوز :

في خضم ما تعيشه البلاد من ازمة اجتماعية وصحية حادة جراء جائحة كورونا هدأ على الاقل لدى الرأي العام وفي الاعلام الجدل حول المأزق الدستوري الذي تمر به تونس.

لكن هذا الهدوء لا يمكن وضعه الا في اطار الهدوء الذي يسبق العاصفة.

علينا الرجوع هنا الى رسالة قيس سعيد والتي فسر فيها سبب رفضه المصادقة على القانون .

السبب كان كون الآجال الدستورية لتمرير المحكمة مرت بل مر عليها دهر وهو 6 سنوات تقريبا ما يعني ان الاحزاب الممثلة في البرلمان خرقت الدستور ليضيف كونهم لن يورطوه في خرق الدستور معهم.

الجماعة المضادة من النهضة وقلب تونس ومعهم ائتلاف الكرامة المصنف كونه الغرفة الخلفية للنهضة اطلقوا هجمات حادة على الرئيس ومنهم من دعا لعزله كونه هو من يخرق الدستور بل انه ارتكب خرقا جسيما يستوجب عزله.

كل هذا هو الصورة الظاهرة للأزمة .

لكن هناك صورة خفية.

الازمة الحاصلة يمكن تصويرها كونها جبل جليد ثلثه مرئي وثلثاه مخفيان تحت الارض وهو المهم.

بعد اكثر من 5 سنوات استفاقت النهضة كون المحكمة الدستورية لم تنشأ وهذه الاستفاقة حصلت بسبب قيس سعيد أي رئيس الدولة الذي بغيابها صار المؤول الوحيد للدستور.

هذه الوضعية لا ترضي النهضة مطلقا وعليها الرد عليها بقوة لكن ما غاب عنها كون الرئيس هو خبير في القانون الدستوري ويفهم ما بين سطوره وما تحتها وحتى ما فوقها .

تبريره سانده فيه مختصون في القانون وعارضه اخرون لكن الاغلبية تقيم الوضع سياسيا وحتى ايديولوجيا.

قيس سعيد بات يدرك ان المحكمة الدستورية هي آلية تريدها النهضة و وحلفاؤها لتلجيمه وحتى ان لزم الامر عزله.

لكن السؤال هنا:

ان كان قيس سعيد اعلن المعركة والحرب فهل اعلنها مثلما قال على الفساد وسيطرة الحزب الواحد على مفاصل الدولة ام انه اعلنها حربا على الاخوان ؟

كلا الامرين صحيحين في تصوره.

فهو من ناحية بما له من معطيات تصله كرئيس دولة يعلم ان النهضة باتت تسيطر على كل مفاصل الدولة وانها خلال العشرية الاخيرة تحولت الى الدولة ذاتها من ناحية التحكم طبعا وهي وضعية لا تقلق رئيس الجمهورية فقط بل تقلق اكثر من طرف.

من هنا فان الحرب المعلنة صراحة من قيس سعيد هدفها نسف المنظومة ككل والانتقال الى منظومة اخرى لا تستحوذ عليها النهضة او الاخوان وفق وصف البعض .

ليبقى السؤال الاهم هو: هل بتنا امام معركة كسر عظام ام مازال هناك امل للتوافق؟

الجواب ان كل الابواب اغلقت فمن يستحوذ على السلطة لا يسلمها طواعية والمشهد بات محكوما حاليا ب: اما قيس سعيد ومشروعه او النهضة ومشروعها.

محمد عبد المؤمن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى