الديوانة : مليون مُهرّب في تونس والدولة تعرفهم

اكد رئيس المكتب التنفيذي لنقابة أعوان الديوانة، العميد محمد البيزاني اليوم الخميس 9 جانفي 2020، ان التهريب في تونس أصبح منظما “اي دولة داخل دولة”،موضحا ان مسالة التهريب توسعت من حيث عدد الأشخاص التي تحركها وان عددهم بلغ حسب دراسات قال انها مؤكدة مليون شخص ينشطون في هذا المجال (مهربون مباشرون من اصحاب النقل والمخازن)، كاشفا أن عدد بارونات التهريب يبلغ 25 شخصا وأنه عند ادخالهم شحنات مهمة يكونون خارج تونس وأنهم لا يعودون اليها الا بعد اطمئنانهم على دخول سلعهم.

وشدد البيزاني خلال حضوره ببرنامج “يوم سعيد” على الاذاعة الوطنية على ان الدولة تعرف جيدا هؤلاء البارونات، قائلا “الدولة تعرفهم..لأنه يا خيبة المسعى اذا لم تكن تعرفهم”، ملاحظا ان هؤلاء خلقوا اسطولا كاملا من التهريب وأن 3500 شاحنة يتم شراؤها عبر اجراءات قانونية تنشط في هذا المجال، داعيا إلى ضرورة اعادة هيكلة الادارة العامة للديوانة حتى يتم القضاء على هذه الآفة.

واعتبر أن المعركة الحاسمة تتلخص في تعديل الخطط الديوانية لتلائم مجالاتها،مثنيا على مجهودات المدير العام السابق عبد الرحمان الخشتاني الذي قال انه أراد أن يستثمر الرتب في مجالاتها، موضحا ان موقفه من الخشتاني ليس بسبب ترشيحه اليوم لتولي منصب وزير المالية وانما هو حقيقة للتاريخ مذكرا بان حصول الحكومة المقترحة على ثقة البرلمان غير مضمون.

وأكد أن أغلب المديرين الذين يتداولون على الادارة العامة للديوانة يلحقون 10 عمداء من بين 450 عميدا ضمن حاشيتهم، مشيرا إلى أن المنتمين إلى الحاشية يدخلون غيرهم ضمن دائرة “سلطتهم” ليرتفع العدد إلى 40 أو 50، ملاحظا ان هؤلاء يمارسون ضغوطات وما وصفه بـ”القهر” على بقية زملائهم، وأنه برحيل المدير العام ترحل هذه الرتب وأن ذلك أمر غير مقبول، مؤكدا ان هذا السبب دفع بالنقابة للمطالبة باعادة هيكلة الادارة بطريقة موضوعية.

واعتبر أنّ “قطاع التهريب أصبح بمثابة الاستثمار شبه المنظم ولكن تضخمه لا يؤكد على ضعف الديوانة الوطنية وانما يؤكد على ضعف الدولة”.

وأشار الى “عدم التوازن في العدد بين أعوان الديوانة والمهربين الذين يفوقونهم عددا خاصة في ما يتعلق بالمناورة” مطالبا السلطات المعنية بـ”اعادة هيكلة الادارة العامة للديوانة حتى يتخذ كل اطار الموقع المناسب له والملائم لرتبته” معتبرا المعركة القادمة ستكون معركة “كل رتبة في موقعها”.

وأفاد البيزاني “يأتي مديرون يعجبهم الوضع الذي نحن عليه فيضمون مجموعة من العمداء لحاشيتهم، وتتمتع هذه الحاشية بالقوة والنفوذ وتتصرف في شكل تخمة مما ينتج القهر لبقية الزملاء” مشددا على ضرورة الحد من هذا الوضع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى