كتب الدكتورة الفة يوسف نصا ساخرا حول متاعب التعاملات المالية في بلدها جاءفيه ما يلي :”
نهار اثنين، صباح بكري، قمت بنية طيبة باش نعمل عملية بسيطة: نخرج شوية فلوس من البانكة.
أول وقفة؟ البانكة متاع الوالد.
توصل، تلقى الموزّع الآلي مكسر، مش معطّل، مكسّر. منظر يوحي إنو دخل في معركة مع مواطن يائس أو يمكن آلة تسوية الكرود.
تسأل روحك: علاش؟ كيفاش؟ أما ما تلقى حتى جواب.
تحط في بالك: “مانيش باش نغلب، نمشي للثانية، بانكتي أنا.”
توصل، تلقى صف قدّام شباك واحد، فيه على الأقل عشرين عبد. تتلفّت يمين ويسار: برك الله في الطاقم، موظّف واحد يخدم. طبيعي، نهار اثنين، آخر الشهر، شكون يحب يتعب روحو؟ البلاد فيها قانون “موظّف واحد يكفي ويزيد.”
في اللحظة هاذي، يهبط عليك وحي الفلسفة.
تتذكّر إنو نحنا في 2025، والعالم المتقدّم تقريبًا نسى شكل الورقة النقدية.
فلوس؟ بالهاتف.
تحويل؟ بكليك.
قهوة؟ تدفعها بكود QR.
أنت؟ مازلت واقف في صف وسط صياح الناس، والعرق، والطاقات السلبية.
تتنفّس… عميق.
تحمد ربي، تقول: “هاني صابرة”.
ثم تتذكّر أنو حسب منطق البسطاء، كل هذا تخفيف من الذنوب.
تضحك في سرّك وتقول:
“أكيد، الجنة ماعادش بعيدة… مدامني تونسي/ة، راهو تحاسبت (سيديجا) في الدنيا.”
وتكمل تحلم بجنّة فيها موزّع فلوس يخدم ديما، وموظّفين فرحانين، وخدمة تمشي، وبلاد تستحق مواطنيها… موش تعاقبهم.