الخضر حسين : الشيخ الزيتوني الذي تولى مشيخة الأزهر ومنصب الامام الأكبر ووصف ببحر العلم الذي لا ساحل له

لعل قدر بلادنا تونس انها تهمش دائما عظماءها وعلماءها فالتهميش الذي عانى منه ابن خلدون ودفعه للهجرة الى مصر شبه منفي هو نفسه الذي عانت منه شخصيات اخرى مثل بيرم التونسي وايض الامام الاعظم وسيخ الازهر  محمد الخضر حسين.

اغلب  الجزائريين والتونسيين لا يعرفون  أن شيخا تونسيا من أصول جزائرية تولى مقاليد مشيخة الأزهر في مصر  هو الشيخ العلامة محمد الخضر حسين، وقد كان شيخًا للأزهر الشريف بين 1952 و1954.

العلامة محمد الخضر حسين واحدٌ من العلماء القلائل الذين جمعوا بين الأصالة والمعاصرة .

ولد الشيخ محمد الخضر حسين  في مدينة نَفْطة بتونس في  16 أوت 1876 وتعود أصول عائلته الى الجزائروتحديدا ق قرية طولقة .

في سن الثالثة عشرة انتقل إلى تونس مع عائلته ودرس في جامع الزيتونة – حيث درس على يد العديد من المشائخ منهم خاله محمد المكي بن عزوز الذي كانت له شهرة كبيرة بالجامع ويدرس فيه مجانًا و سالم بوحاجب

في سنة 1904 أنشأ مجلة “السعادة العظمى”، وهي أول مجلة عربية ظهرت في تونس، وكانت تصدر كل نصف شهر، ولم يصدر منها سوى 21 عددًا ثم انقطع صدورها، وقد كان الشيخ يكتب أغلب مقالاتها.

عرفت هذه المجلة بنقدها  للمستعمر وللدعوة الى الاجتهاد والاصلاح.

1- توليه الشيخ عديد المناصب في تونس :القضاء في بلدة بنزرت.

2- عضوية الجمعية الزيتونية:.

3- التدريس في جامع الزيتونة، والقيام على خزانة كتبه.

4- التدريس بمدرسة الصادقية .

في العام 1916 رحل الى الشام بعد مضايقات كمن المستعمر الفرنسي

ودرّس في دمشق بالمدرسة السلطانية، واستمر كذلك حتى سجنه جمال باشا الملقب بالسفّاح والي الشام العثماني سنة.

ثم طلبته وزارة الحربية العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى  للعمل فيها مُنشئًا للرسائل العربية .

سافر الى ألمانيا

وقد شارك أثناء إقامته في ألمانيا بكتابة تقرير مفصل عن مطالب الشعب الجزائري والتونسي، وقد رُفع هذا التقرير إلى مؤتمر الصلح المنعقد في فرنسا.

 

الشيخ محمد الخضر حسين في مصر

لما سقطت الشام في أيدي الفرنسيين سنة 1920 كان محكوما عليه بالإعدام فقرر الهرب خفية الى ارض الكنانة. .

 

في البداية عمل في مصر مصححًا بدار الكتب المصرية بشفاعة أحمد تيمور باشا الذي عرف قدره، وكان يلقي المحاضرات والدروس في مساجدها، ويكتب المقالات المتنوعة الكثيرة.

وفي مصر اختلف مع طه حسين عندما ألف كتابه “في الشعر الجاهلي وقبله مع علي عبد الرازق .

 

وفي مصر أنشأ “جمعية الهداية الإسلامية” مع بعض المشايخ منهم شيخ الأزهر محمد مصطفى المراغي، وذلك في سنة 1928 لمّا رأى التفسخ الخلقي آخذًا في الانتشار بين كثير من شباب مصر آنذاك، وكان من أهداف الجمعية محاربة الفساد والإلحاد، والتعريف بالإسلام، والسعي لتمتين الصلات بين الشعوب الإسلامية والسعي؛ لإصلاح شأن اللغة العربية وإحياء آدابها، وأصدر مجلة “الهداية الإسلامية” لتكون لسان حال الجمعية، وأُلقيت المحاضرات في المساجد والنوادي خاصة التي تتبع هذه الجمعية، وقد رَأَس الجمعية الشيخ محمد الخضر حسين، وفيها بعض الأعضاء البارزين مثل الشيخ علي محفوظ، والشيخ عبد الوهاب النجار، وفتحت الجمعية فروعًا في مصر وسوريا والعراق.

 

قبل ان يتقلد مشيخة الازهر تولى الشيخ محمد الخضر حسين عديد المهام والمناصب في مؤسسة الأزهر.

ثم اختير شيخًا للأزهر بعد ثورة الضباط الاحرار سنة 1952 .

وقد قال الشيخ العلامة الأستاذ محمد الفاضل بن عاشور التونسي عند اختيار الشيخ محمد الخضر شيخًا للأزهر:

“ليحق لهذه الحقبة من التاريخ التي تُظِلُّنا أن تفخر بأنها بلغت فيها الصلات بين الأزهر والزيتونة أوْجها؛ فقد احتضن الأزهر إمامًا من أئمة الأعلام، كان أحد شيوخ الزيتونة العظام”.

 

وقد أحسنت مصر وفادته منذ نزل إليها سنة1920  وقد حصل على جنسيتها.

.

وقد استقال من الأزهر عندما حدثت الحادثة العظمى بضم القضاء الشرعي إلى القضاء الأهلي وكان يرى  بوجوب حدوث العكس وهو إلغاء القضاء الأهلي وتثبيت الشرعي.

وكان يقول عن وظيفته في الأزهر قولاً مهما: “إن الأزهر أمانة في عنقي أسلمها حين أسلمها موفورة كاملة، وإذا لم يتأتّ أن يحصل للأزهر مزيد الازدهار على يدي، فلا أقل من ألا يحصل له نقص”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى