الحقيقة‭ ‬كاملة : ‬قصة‭ ‬الفتيات‭ ‬اللاتي‭ ‬تعرضن‭ ‬للانتهاك‭ ‬والضغط‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬«برندق»

عندما‭ ‬تظهر‭ ‬الفرصة‭ ‬للظهور‭ ‬أمام‭ ‬الكاميرا،‭ ‬يأتي‭ ‬الحماس‭ ‬والشغف،‭ ‬مع‭ ‬رغبة‭ ‬قوية‭ ‬في‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬المشاهير‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬الحوارات‭. ‬إلا‭ ‬أن،‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان،‭ ‬تتحول‭ ‬هذه‭ ‬الفرص‭ ‬إلى‭ ‬تجارب‭ ‬سلبية‭ ‬ومؤلمة،‭ ‬تاركة‭ ‬آثارًا‭ ‬عميقة‭ ‬على‭ ‬المشاركين‭. ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬مع‭ ‬30‭ ‬فتاة،‭ ‬عاشن‭ ‬تجربة‭ ‬مأساوية‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬فيديو‭ ‬عرض‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ .‬

في‭ ‬بداية‭ ‬الأمر،‭ ‬عرض‭ ‬عليهن‭ ‬التصوير‭ ‬على‭ ‬برنامج‭ ‬يخص‭ ‬الدايت‭ ‬لكن‭ ‬وجدوا‭ ‬انفسهم‭ ‬مع‭ ‬شاب‭ ‬سيختار‭ ‬واحدة‭ ‬منهن‭ ‬للخروج‭ ‬معه‭. ‬فوجود‭ ‬نفسهم‭ ‬أمام‭ ‬وعود‭ ‬بأن‭ ‬المقابلة‭ ‬ستكون‭ ‬مع‭ ‬ممثل‭ ‬معروف‭ ‬وأسئلة‭ ‬محترمة،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬الفتيات‭ ‬يعلمن‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬ينتظرهن‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬بعد‭ ‬بث‭ ‬الفيديو‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬انقلبت‭ ‬الأمور‭ ‬رأسًا‭ ‬على‭ ‬عقب‭. ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬الحماس‭ ‬والفرح،‭ ‬غمرت‭ ‬الفتيات‭ ‬موجة‭ ‬من‭ ‬الحرج‭ ‬والاستهجان‭. ‬لقد‭ ‬تبين‭ ‬أنهن‭ ‬تعرضن‭ ‬لانتهاكات‭ ‬وضغوطات‭ ‬خلال‭ ‬عملية‭ ‬التصوير‭.‬

أحد‭ ‬الفتيات‭ ‬شاركت‭ ‬تفاصيل‭ ‬تجربتها،‭ ‬وكشفت‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬واجهتها‭ ‬كانت‭ ‬مختلفة‭ ‬تمامًا‭ ‬عما‭ ‬تم‭ ‬وعده‭ ‬لهن‭ ‬بها‭. ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬احترام‭ ‬للخصوصية‭ ‬أو‭ ‬لسلامة‭ ‬الفتيات،‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬الأسئلة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬طرحها‭ ‬كما‭ ‬وعد‭.‬

والأمر‭ ‬الأكثر‭ ‬صدمة‭ ‬هو‭ ‬تورط‭ ‬فتيات‭ ‬قصر‭ ‬في‭ ‬البرنامج،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬تمتعهن‭ ‬بالقدر‭ ‬الكافي‭ ‬من‭ ‬النضج‭ ‬لتجارب‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭. ‬

مثل‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات،‭ ‬أصبحت‭ ‬المشاعر‭ ‬السلبية‭ ‬تتفاعل‭ ‬فيهن‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر،‭ ‬وتصاعدت‭ ‬الآثار‭ ‬النفسية‭ ‬للضغط‭ ‬والانتهاك‭ ‬بعد‭ ‬نشر‭ ‬الفيديو‭ ‬

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الوعود‭ ‬بأن‭ ‬الحلقة‭ ‬ستكون‭ ‬تجريبية‭ ‬ولن‭ ‬تذاع،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الفتيات‭ ‬لم‭ ‬يتمتعن‭ ‬بأي‭ ‬ضمانات‭ ‬رسمية‭ ‬أو‭ ‬عقود‭ ‬تحميهن‭.  ‬مع‭ ‬خلاص‭ ‬لـ20‭ ‬دينارا‭ ‬مقابل‭ ‬التصوير

هذه‭ ‬القصة‭ ‬تجسد‭ ‬واقع‭ ‬مرير‭ ‬يواجهه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يسعون‭ ‬للظهور‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬او‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭. ‬إنها‭ ‬تذكير‭ ‬بأهمية‭ ‬الحذر‭ ‬والتأني‭ ‬قبل‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الفرص،‭ ‬وبأهمية‭ ‬حماية‭ ‬حقوق‭ ‬الفرد‭ ‬واحترامه‭.‬

علينا‭ ‬جميعًا‭ ‬أن‭ ‬نعمل‭ ‬على‭ ‬تشجيع‭ ‬بيئة‭ ‬واعية،‭ ‬تحترم‭ ‬الأخلاقيات‭ ‬وتحافظ‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬المشاركين‭. ‬وعلى‭ ‬القوى‭ ‬الرقابية‭ ‬والإدارية‭ ‬أن‭ ‬تتحمل‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬حقوق‭ ‬المشاركين‭ ‬ومنع‭ ‬الممارسات‭ ‬الضارة‭ ‬والغير‭ ‬أخلاقية‭.‬

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى