اشتباكات طرابلس تتوقف فجراً بعد ليلة دامية… والحكومة تُعلن استعادة السيطرة
شهدت العاصمة الليبية طرابلس ليلة رأسية بين قوات حكومة الوحدة الوطنية المدعومة رسمياً، و”جهاز دعم الاستقرار” التابع سابقاً للمجلس الرئاسي، قبل أن تتوقف الاشتباكات المسلحة في ساعات الفجر الأولى من يوم الثلاثاء 12 ماي 2025، وفق ما أكّدته وزارة الدفاع الليبية.
نهاية المواجهات وتصريحات رسمية
أعلنت وزارة الدفاع في بيان رسمي انتهاء العملية العسكرية بنجاح بعد بسط قوات اللواءين 444 قتال والـ111 مجحفل سيطرتهم على مقرات “جهاز دعم الاستقرار” في طرابلس والمناطق المحيطة بها. وأضافت الوزارة أنها أصدرت توجيهات لإكمال خطة أمنية تضمن استدامة الأمن والاستقرار في العاصمة.
من جانبه، وجّه رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة عبر حسابه في فيسبوك التحية لوزارتي الداخلية والدفاع ولجميع منتسبي الجيش والشرطة، مُعتبرًا أن ما تحقق “إنجاز كبير في بسط الأمن وفرض سلطة الدولة”، مؤكدًا أن المؤسسات النظامية أصبحت “قادرة على حماية الوطن وحفظ كرامة المواطنين”، وأن الخطوة تمثل “حسمًا نهائيًا لمختلف المجموعات غير النظامية وترسيخ مبدأ ألا مكان في ليبيا إلا لمؤسسات الدولة”.
ملابسات ومقتل آمر الجهاز
جاء الهجوم الحكومي بعد مقتل آمر “جهاز دعم الاستقرار” عبدالغني الككلي المعروف باسم “غنيوة” في ظروف لا تزال غامضة مساء الإثنين. ويُعدّ “غنيوة” أحد أشهر قادة الميليشيات التي تشكّلت إثر ثورة فبراير 2011، وقد بسط نفوذه على منطقة أبو سليم ومرافق مدنية حساسة مثل حديقة الحيوان المركزية التي أغلقت أبوابها منذ سيطرة قواته عليها.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة سقوط عدد من القتلى وتضرر سيارات مسلحة تابعة للجهاز، فيما لم تصدر حتى الآن حصيلة رسمية لأعداد الضحايا أو تفاصيل عن مصير منتسبي الجهاز الأمني التابع للمجلس الرئاسي، كما لم يصدر أي قرار قضائي أو إداري بشأن حل أو دمج هذا الكيان.
سياق عمليّة “إرساء سلطة الدولة”
تأتي هذه التطورات في إطار جهود الحكومة الليبية لترسيخ سلطة الدولة بعد سنوات من التشرذم الأمني، ومحاولات “جهاز دعم الاستقرار” السيطرة على عدد من المؤسسات الوطنية، بينها جهاز الأمن الداخلي وديوان المحاسبة وهيئة الرقابة الإدارية، بل ووصل الأمر إلى مداهمة مقر الشركة القابضة للاتصالات والقبض على رئيسها مؤخرًا.
ما ينتظر طرابلس بعد الاشتباكات
مع توقف إطلاق النار، يتركّز الاهتمام الآن على:
-
فتح تحقيق قضائي لكشف ملابسات مقتل آمر الجهاز وأسباب المواجهات.
-
مصير منتسبي جهاز دعم الاستقرار ودمجهم أو محاسبتهم وفق القانون.
-
عودة الحياة الطبيعية في المناطق التي شهدت المعارك وإعادة فتح المرافق المدنية المغلقة.
تبقى طرابلس في عين العاصفة، بين مشاريع “إعادة بناء الدولة” ومخاوف من تجدد المواجهات، ما يستدعي متابعة دقيقة لتطورات المشهد الليبي وأثرها على استقرار العاصمة وأمن المدنيين.