استعداد 41 بالمائة فقط من التونسيين لتلقي تلقيح كورونا
كشف استطلاع للرأي حول مدى قبول التونسيين القيام بالتلقيح ضد فيروس كورونا المستجد عن استعداد 41 بالمائة فقط منهم للقيام بالتلقيح عند انطلاق الحملة الوطنية للتطعيم، مقابل رفض 46 بالمائة تلقي هذا التلقيح فيما لم يعبّر 13 بالمائة عن موقفهم من عملية التلقيح ضد كوفيد 19.
وأشارت نتائج استطلاع الرأي حول نوايا التونسيين بشأن القيام بالتلقيح المضاد لكورونا، التي عرضت اليوم الجمعة في ندوة صحفية بالعاصمة، إلى تدني نسبة قبول التونسيين لإجراء التلقيح بسبب الخوف من الآثار الجانبية المحتملة ولانعدام الثقة في مستوى استعداد تونس لتنفيذ الحملة الوطنية للتلقيح، حيث يعتبر 44 بالمائة من المستجوبين أن تونس غير مستعدة على الإطلاق لتنفيذ حملة التلقيح، في حين يعتبر 60 بالمائة ان التواصل غير كاف.
ورغم تدني مستوى قبول اللقاح نسبيا إلا أن 53 بالمائة من المستجوبين واثقون في قدرة اللقاح على القضاء على الفيروس نهائيا، و33 بالمائة يتوقعون انخفاض انتشاره من ناحية أخرى.
وقد أنجز هذا الاستطلاع للرأي حول نوايا التونسيين بشأن القيام بالتلقيح المضاد لكورونا عبر الهاتف بشكل عشوائي، خلال الفترة المتراوحة من 15 إلى 25 جانفي الماضي، وشمل عينة على المستوى الوطني تضمّ 1020 تونسيا وممثلة لكافة شرائح المجتمع التونسي من حيث السن والجنس والمناطق والمستوى التعليمي والمهني.
وقامت مؤسسة سبر الآراء “إمرود كونسولتنيغ” بإجراء هذا الاستطلاع ببادرة من شبكة التعليم العالي الخاص “أونوريس أونايتد أونيفرسيتيز” ومؤسسة “آشمون” التونسية المتخصصة في الأبحاث السريرية، وبالتعاون مع وزارة الصحة.
وأرجع المدير العام لمؤسسة سبر الآراء “إمرود كونسولتنيغ” نبيل بالعم في تصريح إعلامي، ضعف نسبة قبول القيام بالتلاقيح عند بدء حملة التطعيم، وفق سبر الآراء، إلى وجود مخاوف لدى جزء من التونسيين من الآثار الجانبية المحتملة للتلاقيح وعدم إلمامهم بالمعلومات حول التلاقيح والمخابر التي أنجزتها، مبينا أن جزءا من المستجوبين يفضلون اكتساب مناعة طبيعية بسبب عدم اقتناعهم بفاعلية التلقيح.
وقال بالعم إن الاستطلاع اعتمد على عينة ثانية من الفئات المعرضة أكثر لخطر العدوى بحكم طبيعة عملها وتتضمن 700 تونسيا موزعين بين 50 بالمائة من الأطباء والاطارات شبه الطبية (ممرضين، مخبريين، إداريين في المستشفيات) و50 بالمائة ممن لديهم مهن تحتك بالناس (العاملين في شبابيك البريد، سائقو سيارات الأجرة…).
كما جاء في نتائج سبر الآراء أن 65 بالمائة من الأطباء والاطارات شبه الطبية مستعدون لتلقي التلقيح ضد فيروس كورونا.
ومن جهة أخرى، قال مدير مؤسسة “آشمون” خالد الجريبي لوكالة تونس إفريقيا للأنباء إنه يتعين في ظل تدني نسبة قبول القيام بالتلقيح، إطلاق حملة تحسيسية وتثقيفية وطنية لإقناع المواطنين بسلامة التلاقيح ونجاعتها وفاعليتها من أجل بلوغ نسبة 60 أو70 بالمائة بما يمكن من الحصول على مناعة جماعية في البلاد.
وأفاد أنه سيتم وضع نتائج سبر الآراء والتوصيات المنبثقة عنه على ذمة وزارة الصحة لاتخاذ القرارات اللازمة من أجل إنجاح الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كورونا، داعيا إلى تبسيط المعلومات والقيام بحملات دعائية في أوقات الذروة من أجل إقناع المواطنين بالمشاركة في عملية التلقيح.
وبسؤاله عن مدى سلامة التلاقيح، أكد الجريبي أنه تم إلى الآن تطعيم نحو 90 مليون شخص حول العالم وأنه لم يقع في الوقت الراهن سحب تسويق أي تلقيح “وهو ما يثبت سلامة ونجاعة التلاقيح وعدم وجود آثار جانبية خطيرة على صحة الأشخاص الذين قاموا بحملة التطعيم وفق الدراسات العلمية”.
وأشار إلى أن أي لقاح يخضع ملفه إلى دراسة معمقة من جميع النواحي من حيث السلامة والنجاعة في وزارات الصحة قبل منحه الترخيص للتسويق.
يذكر ان وزارة الصحة كانت منحت لقاحي “فايزر-بيونتيك” (الأمريكي الألماني) ولقاح “أسرتازينيكا” (البريطاني) رخص تسويق استثنائية ومحددة بسنة واحدة في تونس.
وكان عضو اللّجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا المستجد، رئيس لجنة قيادة الحملة الوطنية للتلقيح ضد كوفيد 19 الهاشمي الوزير قد أكد مؤخرا أن تونس ستتحصل في منتصف شهر فيفري 2021 على دفعة أولى بـ 93600 جرعة من لقاح “فايزر” وأكثر من 500 ألف جرعة من لقاح “استرازينيكا”، في انتظار اقتناء كميات أخرى من التلاقيح. علما أن تونس تسعى الى بلوغ تلقيح 50 بالمائة من التونسيين هذا العام.
وللإشارة فقد بلغ عدد الوفيات جراء فيروس كورونا إلى غاية 3 فيفري الجاري 7048 حالة وفاة، فيما بلغ عدد الجملي للحالات المكتشفة منذ ظهور الفيروس العام الماضي نحو 214 ألف إصابة.