اذا أردتم النجاح.. أتركوا الدين خارج السياسة

كتب سمير الوافي :

هُزم أردوغان في إسطنبول فاحتفل البعض بذلك في تونس…وأعتبروه نصرا ملهما يعطيهم أملا في الفوز على الإسلاميين في تونس أيضا…لكنهم تناسوا عاملين هامين سهلا فوز منافس حزب أردوغان :

– اولا الفائز إمام أوغلو هو رمز لوحدة المعارضة التركية ضد حزب أردوغان…حيث فاز بفضل دعم أحزاب المعارضة له ولم يكن ليفوز لو نافسوا أردوغان مشتتين…

– ثانيا إمام أوغلو معروف بإلتزامه الديني أيضا وهو محافظ في خطابه ومواقفه وشخصيته…يحترمه حتى عديد أتباع أردوغان…لأنه عُرف بالاستقامة والنزاهة وإحترام عقيدة الأتراك وإحترام حرية تدينهم ما لم تبلغ التطرف…ولم يُعرف عنه خطاب معادي للدين والتدين…فهو معتدل ومعارضته لأردوغان سياسية وليست دينية…ولم يستعمل الدين في معركته ضد منافسه ليتهمه ويخوف منه…بل طرح برنامجا إجتماعيا وتنمويا بديلا مقنعا ومبهرا…

ومن يريد الاستلهام من ذلك الفوز التاريخي على أردوغان في معقله إسطنبول…عليه أن يدرك أن الخطاب المعادي للدين والمستفز لعقيدة الناس والمبني على التخويف من التدين…لن يؤدي الى الحكم والسلطة ولن يستقطب أغلب الناس…أتركوا الدين خارج السياسة وتوحدوا بدون أنانية وإنتهازية…ونافسوا ببرامج تنموية واقتصادية واجتماعية وقيمية مقنعة للناس…اذا أردتم تقليد نجاح إمام أوغلو على أردوغان…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى