ألفة يوسف تكتب: أين من رفعوا الغنّوشي إلى الأعالي وجعلوه بدرا طلع عليهم؟
كتبت: ألفة يوسف
أذكر أني يوم 16 جانفي 2011 اتّصلت بإحدى الصّديقات، وتباحثنا ككل التونسيّين والتونسيّات وقتها في ما سمّي “ثورة”، بين حديث وآخر سألتها عن ابنة الرّئيس، وكان جلّ التونسيين يعرفون أنّها تشتغل معها في مجال معيّن.
شعرت بصوت المرأة عبر الهاتف يرتعش، وغيّرت الموضوع وكأنّها تنكر أصلا أنها تعرف فلانة…
ذاك هو التّونسيّ “الحرّ الأصيل” / تلك هي التّونسيّة “الحرّة الأصيلة”…تجده/ا دوما مع الواقف في عنفوانه، وتجده يتمّتع بأن يهين من قلبت له الأيّام ظهر المجنّ…بل ويتفنّن في شتمه وسبّه…
أين من رفعوا الغنّوشي إلى الأعالي وجعلوه بدرا طلع عليهم؟ أين هم والرّجل في عنفوانه، زمن كان قلّة منّا يضعون حياتهم في خطر لمناهضة مشروعه؟ المنشدون والمنشدات للبدر الطّالع هم وهنّ الآن أوّل من يبالغ في الشّتم والإهانة والتّحقير…
أمّا نحن، فننتمي إلى القلّة التي تقاوم الظّالم في عنفوانه…وتعفّ عنه عند سقوطه…
أقول قولي هذا لمن في الحكم الآن حتّى لا يغترّوا بكلمات المديح…فنفس هؤلاء المادحين والمادحات سيصرخون ويصرخن بأعلى صوتهم(ن) في قادم الأيّام:
“الله ينصر من صبح”…