أصحاب عقّارات وسيارات خاصة يتسوّلون بشوارع العاصمة!
وقد اعتمد هؤلاء الأشخاص أشكالاً مُختلفةً للقيام بالتسوّل، حيث اتخذوا العديد من الطرق والحيل للحصولِ على المال وتفنّنوا في ذلك فمنهم من يطلب المال بطريقة مباشرة ومنهم من يتحجّج بالمرض وأنه يحتاج لشراء الدواء ونجد أيضا من يبيع مناديل ورقية وهو تسوّل بطريقة غير مباشرة وكذلك هناك من يطلب التبرّعات من أجل بناء جامع أو غيره.
ولم تقتصر ظاهرة التسوّل على فئة معينة من المجتمع بل شملت مختلف الفئات العمرية، أطفال، شباب، كهول، شيوخ نساءٌ منهم ورجال.
ويتعمّد المتسوّل ارتداء ملابس رثّة لجلب الانتباه وإثارة الشفقة والتعاطف معه مقابل حصوله على بعض الأموال ويلتجأ المتسوّل في غالب الأحيان إلى البكاء أو الدعاء للعموم كما نجد من يستغلّ الأيام والمناسبات الدينية لجني الكثير من المال كالأعياد وأيام الجمعة فهناك من يتّخذ مكانًا له أمام الجوامع ليتصدّق عليه المتوافدون على الجامع لأداء الصلوات، ببعض الملّيمات.
وتبيّن أن ظاهرة التسوّل تغزو العالم وهي ليست بسبب الخصاصة أو الحاجة إلى المال فهناك من يملك عقّارات وسيارات ومتاجر لكنهم ظلّوا يطلبون المال بالتسوّل حيث أن هذه الظاهرة هي من الأمراض الاجتماعية المنتشرة لا غير.
وفي هذا الإطار ، شنّ أعوان مركز الأمن الوطني بنهج كولونيا التابع لمنطقة باب بحر بتونس العاصمة حملة للحد من ظاهرة التسول،والتي أسفرت عن إيقاف 13 شخصا من نساء وكهول.
هذا وأثبتت التحريّات أن جلّ المتسوّلين يملكون منازل بأحواز العاصمة وبعضهم يأتي وسط العاصمة بسيارة خاصة، وتم حجز مبالغ مالية بحوزتهم متأتية من التسوّل، كما تم تحرير جملة من المحاضر العدلية في حقهم في انتظار احالتها على أنظار القضاء.