وسط استغراب حتى من حلفائه: حفتر يعلن نفسه رئيسا لليبيا على طريقة القذافي والليبيون يستهزؤون منه

بعد تلقي ضربات موجعة في الفترة الأخيرة من قبل قوات حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا من قبل المنظمات الدولية والاقليمية وكل الدول باستثناء قلة منها الامارات عاد اللواء المتقاعد خليفة حفتر الى الظهور الاعلامي مجددا.هذا الظهور ليس لإعلان موعد جديد لساعة الصفر التي اعلنها زهاء العشر مرات منذ اندلاع المعارك .

حفتر خرج ليطلب اولا تفويضا من الشعب وهي طريقة  الرئيس عبد الفتاح السيسي التي نفذها سنة 2013  في مصر لكن الظروف مختلفة تماما .

بعد ذلك ودون أي ضجة يعلن حفتر انه قبل تفويض الشعب ولانعلم اين هو الشعب الذي منحه التفويض ومتى حصل ذلك . ثم تفويض على ماذا؟

حفتر تكلم عبر فيدو مجددا ليقول انه سيجعل الجيش او القوات المسلحة وفق مصطلحه تسيطر على المؤسسات وتطبق القانون.

كل هذا يرجعنا عقودا الى الوراء فبنفس هذا الاسلوب صعد معمر القذافي الى السلطة أي انه وعد الشعب بتخليصه من الملك السنوسي رغم ان هذا للملك لم يكن ديكتاتورا وفيه ميزات ايجابية.

القذافي حينها سمى ما فعله كونه ثورة وحفتر يسميه تفويضا وما بين الستينات و2020 بون شاسع لكن العسكر لا يعني الزمن بالنسبة لهم شيئا فخليفة يريد أن يتحول الى خليفة مهما كلفه الامر .

الغريب ان حلفاء حفتر انفسهم استغربوا من تصرفاته ورغم انهم يتمنون نجاحه في تفويضه الغريب الا انهم يدركون ان الامر بات لعب صبيان .

فالرجل يتلقى الهزائم المتتالية ويفقد المدن التي سيطر عليها واحدة تلو الاخرى ويدرك ان جزء كبير من الشعب اما ضده او خائف من قمعه ثم يتحدث عن تفويض الشعب له .

غريب امر العسكر في كل مكان .نفس العقلية والتفكير والغباء.

محمد عبد المؤمن