نصر الدين السويلمي  يزعم: قيس سعيد يعد لانقلاب على الطريقة السيساوية  لتكريس النظام الرئاسي

كتب المدون والمحلل نصر الدين السويلمي الذي عرف بدفاعه المستميت دائما عن النهضة ورئيسها راشد الغنوشي تدوينة مطولة تحدث فيها عن تصريح رئيس الجمهورية الاخير .

حيث وصفه بكونه يسعى من خلال ما اطلقه من تهديدات  لإثبات كونه الحاكم الفعلي لتونس وانه هو من يريد تدمير المؤسسات تحضيرا لانقلاب عليها يخطط له .

كما اتهم قيس سعيد بكونه اهان رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي وانه مشارك في كل ما يحصل في مجلس نواب الشعب للوصول الى البيان رقم واحد والانقلاب على الطريقة السيساوية لتكريس النظام الرئاسي .

وجاء في التدوينة:

في لقاء جمع بين قيس سعيّد ورئيس مجلس نوّاب الشعب رفقة نائبيّه من أجل بحث الانسداد الحاصل في البرلمان نتيجة تعنّت سعيّد الذي أعطى أوامره للأمن الرئاسي بعدم القيام بمهامهم وترك الطبخة حتى تنضج، استغل سعيّد الفرصة ليوجّه مجموعة من الرسائل بطريقة لا أخلاقيّة توحي بأنّ الرجل على مسافة قصيرة من اقتراف جريمة في حقّ الوطن، وليس في حقّ الثورة والانتقال الديمقراطي فحسب، طريقة انتهازيّة متعفّنة استغل فيها الكاميرا لتوجيه خطاب لرئيس مؤسّسة سياديّة بطريقة التلقين المتعجّرف.
ورغم أنّ اللقاء تمّ تخصيصه لبحث الأوضاع في البرلمان وكنا نترقّب إجابة دقيقة من سعيّد عن الدوافع التي جعلته يعطي أوامره للحرس الرئاسي بعدم التدخّل، ورغم أنّ سعيّد أكّد أنّ اللقاء لا دخل له بالمشاورات، إلّا أنّه تحدّث عن المشاورات ووجّه فيها الرسائل بل وتحدّى من يقول بخلاف المشاورات الكتابيّة، وكذا تحديات…
أمّا عن الأزمة البرلمانيّة فقد أكّد سعيّد أنّ “مجلس نوّاب الشعب لم يتمكّن من ممارسة مهامه بل صار يعيش حالة من الفوضى، لا أعتقد أنّ أّحدا منكم يقبل بها ولا أحد من التونسيين يقبل بها… مهمّتي كما ينصّ عليها الدستور هو الحفاظ على الدولة والحفاظ على سائر مؤسّساتها… اليوم لا يمكن أن يتواصل الوضع على النحو المذكور ولدينا من الإمكانيّات القانونيّة ما يسمح بالحفاظ على الدولة التونسيّة، لن أبقى مكتوف الأيدي أمام تهاوي مؤسّسات الدولة.. الوسائل القانونيّة المتاحة في الدستور موجودة لدي اليوم، بل هي كالصواريخ على منصّات إطلاقها، لكن لا أريد اللجوء إليها في هذا الظرف بالذات، ولن أترك الدولة التونسيّة بهذا الشكل الذي تسير عليه، أرجو أن نجد حلّا لهذا الأمر الذي لا يمكن أن يستمر.. ربّما اليوم نعيش أخطر وأدقّ اللحظات في تاريخ تونس، بعد الاستقلال..” .
*رسائل سعيّد الماكرة
يرمي سعيّد مع فريقه الذي يهنّدس الانقلاب إلى الإعلان الرسمي عن فشل المؤسّسة التشريعيّة في تصريف شأنها الداخلي وليست حتى الشأن التشريعي، أراد الرئيس القذّافيّ أن يظهر فوق المؤسسة المختطفة بكثير، بل أراد أن يؤكّد أنّه المتحكّم في مصيرها، هكذا تنتهي المؤسّسة التشريعيّة من صدر للسلطة إلى ذيلها، عالة عليها. ثمّ وجّه سعيّد رسالة إلى الحرّ الدستوري حتى لا يمدّ عنقه فوق الدور الذي أُوكل له، ولا يتطلّع إلى أجندة بات الرجل القذّافي على استعداد لإغراق تونس بالدماء والأشلاء من أجل الوصول إليها، لذلك أكّد قيس أنّ حلّ المشكلة بيده وفي متناوله وبما يرضي الدستور، لكنّه عاد وأكّد أنّه لن يستعمل الآن تلك الحلول!!.. ما زال المجلس يحتاج إلى المزيد من الهرسلة حتى يستسلم إلى النظام الرئاسي، وفي رواية القذّافي، أو حتى ترتفع الأصوات تطالب الرئيس بالتدخّل.. إنّه ينضّج الانقلاب ويمهّد له تماما على الطريقة السيساويّة.
لكنّه يجهل أنّه في تربة أخرى اسمها تونس، وأنّ البيادق الحزبيّة ومختلف مراكز القوى التي استأنست فيه القدرة على إسقاط النّهضة، لن تتركه وشأنه وستجعل منه مسخرة يتندّر بها التونسيّون، ألم يحتشدوا خلف النداء لإسقاط نفس الحزب، ثمّ تنازعوا ولم تمضِ الأشهر حتى رتّب الرجل الثاني في النداء انقلابا فاشلا ضدّ رئيس الدولة الباجي قائد السبسي.
إنّك أيّها القيس ممكن أن تنجح في إرباك المسار لحين، لكنّك أصغر بكثير من الإجهاز على المسار، أنت لست غير علقة في بحر تونس الجديدة.. وتونس قرّرت أن تكون جديدة، والجديد التونسي لا يغريه القديم البورقيبي، ناهيك أن يغريه القديم القذّافي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى