تعيش أروقة النادي الإفريقي على وقع تصعيد متسارع وخطير في ما يتعلق بالملف المالي للنادي، وسط غموض في القرارات الإدارية، وتراكم في الديون، وتحوّلات تثير التساؤلات حول مستقبل الفريق العريق.
عقلة بـ700 ألف دينار: ثالوث وأوريدو في قلب العاصفة
أولى المفاجآت تمثّلت في عقلة على مداخيل شركة أوريدو، المستشهر الرسمي للنادي، لفائدة ثلاثة لاعبين سابقين وهم: خليل القصاب، حسام السويسي، ونور الدين الرحموني. قيمة العقلة قُدّرت بـ700 ألف دينار، رغم أنّ مساهماتهم الفنية في صفوف الفريق كانت محدودة للغاية. الملف أُنجز من طرف الأستاذ المحامي أنيس بن ميم، لتُطرح مجددًا أسئلة جوهرية حول التصرّف في الموارد البشرية، وجدوى بعض الانتدابات السابقة.
العلمي يُطالب بمليارين: نزاع مفتوح؟
من جهة أخرى، كشفت مصادر مطلعة أن الرئيس السابق للنادي الإفريقي، يوسف العلمي، قام بإرسال إشعار بواسطة عدل منفذ، يطالب فيه باسترجاع أموال قال إنه دفعها من ماله الخاص خلال فترة رئاسته. قيمة المبلغ المطلوب؟ ملياريْن من المليمات التونسية. هذه الخطوة، إن تأكدت رسميًا، تفتح الباب أمام نزاع مالي داخلي غير مسبوق بين الرؤساء المتعاقبين على النادي.
من هو محمد الشافعي؟
وفي خضم هذه الأزمة، تداولت كواليس الفريق خبرًا مفاده أن محمد الشافعي، وهو مستشار للمستثمر الأمريكي فيرجي، سيتم تعيينه على رأس لجنة المراقبة المالية. خطوة تبدو غير واضحة الأهداف، خاصة وأن الشافعي لا يملك أي سجل معروف داخل المنظومة الرياضية في تونس، ويُقال إنه كان يعيش في مرسيليا (فرنسا) قبل أن يظهر فجأة في محيط النادي.
التوصية الأبرز: الحوكمة قبل فوات الأوان
كل هذه التحركات تضع هيئة محسن الطرابلسي أمام حتمية التصرف بعقلانية وبُعد نظر، خاصة وأن الملفات تتراكم، والضبابية المالية تزداد. إن لم تُفعّل الحوكمة الحقيقية والتدقيق في الملفات، فقد يجد الإفريقي نفسه أمام صيف مشتعل على جميع المستويات.
“من أنذر فقد أعذر“، والمسألة اليوم لم تعد تتعلق بمستحقات لاعبين فقط، بل بتماسك النادي ككيان، وبمستقبله المالي والرياضي.