ميرفت أمين …و فعلتها فيها السنين …
ميرڤت إنسانة شديدة الإرتباط بأصدقائها و أعرف معنى أن تفقدهم واحد تلو الآخر خاصة دلال عبد العزيز و رجاء الجداوي فقد كانا كل حياتها .. كلنا سنكبر يوما ما و سيصيبنا الوهن و العجز ،
لكن ميرڤت أمين لم تكبر فجأة بل أصابها الحزن بعد رحيل أصدقاء العمر فظهرت كمان لم تظهر من قبل كإنسانة بعيدا عن بريق النجومية ..
اتركوها و شأنها و لا تستبيحوا حزنها و ألمها .!
أطال الله فى عمرها و بارك لها فى أحبابها .
و قالت الكاتبة احلام المستغانمي تمضي الأعوام ، ما عادت زمناً بل أرقاماً ، ما نكاد نعتادها ، حتى تغيّر عدّادها.فيبدو العام شهراً ، والشهر أسبوعاً ، والأسبوع يوماً . ونبقى في ذهول من أمرنا ، كيف نصدّق ظلم الأرقام ، عندما تصبح تلك السنوات جردة أعمارنا !
منّا من تزوجت وغدت أمّا لأبناء في الجامعة ،وكانت تخال نفسها مازالت في مقتبل الحلم ، وأخرى وجدت نفسها جدة قبل أن تستوعب فكرة أن صغارها كبروا و أحالوا أحلامها النسائية للتقاعد ، وثالثة ما زالت تحلم على المقعد إياه ، تنتظر في محطة الأمنيات ، القطار البخاري للزواج ، ولم تتنبّه أثناء ذلك ، لمرور سنوات شبابها في القطار السريع للأنوثة .
كأنه عمر من الأحلام ، لا واقع فيه سوى الأرقام . كل بداية عام ننتفض تحت صدمة الرقم الذي لم نعتد عليه . ثم نحاول أن نرشو العام الجديد بفائض البهجة ،و بالهدايا ، وزينة الأعياد . ندّعي أننا نثق فيه أكثر مما سبقه ،ومما سيليه . نبحث عن طالعنا في المجلات ، وفي برامج الفضائيات ، في الأبراج الأوروبية والصينية ، إلا أن نعثر على منجّم يبشرنا بأنه ” عامنا ” فلطالما علّمتنا الأيام أنّ الحياة عام لك وعام “عليك “
زمن يركض بنا .
إلى الأمام تمضي بنا الأعوام، بينما القلب يواصل التفاته إلى الوراء . كيف تتقدم الأحلام صوب المستقبل ، إن كانت الأقدام تتعقب آثار حب تركته خلفها ؟