مهرجان كان السينمائي: دورة تحمل عنوان الحب والثورة
يعود هذه السنة صاحب جائزة لجنة التحكيم لفيلم “يد إلهية” وعضو لجنة تحكيم دورة 2006، الفلسطيني إيليا سليمان بعد غياب سنوات، ومعه بيدرو ألمودوفار الذي ترأس لجنة تحكيم المهرجان في الدورة السبعين. هذه المرة، يبتعد كلاهما عن الخيال ويتّجهان نحو السيرة الذاتية كلّ بطريقته. يعود إيليا سليمان في فيلمه “إنّها الجنّة” إلى تجربة المنفى عن فلسطين مصوّرا فيلمه في ضواحي باريس، أما ألمودوفار، فقد خيّر الكشف عن الجانب المظلم من حياته التي طالما أسدل عليها ستائر الألوان والجميلات في أعماله، ليسائل مهنته كمخرج ويعترف بشكل ما عن عدم قدرته على مواصلة التصوير في فيلم “ألم ونصر Douleur et Gloire “.
بعد مقاطعة للمهرجان لم تدم طويلا، يعود الكندي كزافيي دولان للمسابقة في مهرجان كان الذي منحه فيما سبق سعفته الذهبية عن فيلم Juste la fin du monde. بموضوع ليس بالجديد عن المخرج وعن أعماله السابقة، فهو العمل الرابع الذي يسائل فيه جنسانية الرجل بشكل خاص، هذه المرة من خلال صديقين يتبادلان القبل استجابة لسيناريو فيلم قصير لتنقلب حياتهما بعد ذلك وعلاقتهما بشكل خاصّ.
ترشّح هذه الدّورة كلّا من كان لوتش والإخوة داردان إلى إمكانية السعفة الذهبية الثالثة، نظرا لانتماء كليهما إلى قائمة الثمانية الحاصلين على سعفتين في كان. على خطى “أنا دانيال بلايك”، يواصل كان لوتش في Sorry we missed you التوجه بنظره نحو واقع انقلترا المخفيّ، محيطا باهتمامه العائلات الأكثر عرضة للضرر بسبب أزمة 2008 المالية. أمّا الإخوة داردان، فمحافظين على توجّههما القديم في السينما التي صنعاها معا، والتي تدور دوما حول هواجس الفرد وموقفه حيال موقف أو مأزق ما، سنعيش هذه المرة مع “أحمد”، طفل الثالثة عشر الذي يقع بين أيدي متطرفين دينيّين.
كذا تنقسم بقية الأفلام، بين الفرد والعائلة والتاريخ، في قائمة مازالت تعجّ بأسماء كبيرة كتيرانس ماليك بفيلم Une vie cachée و آرنو ديبلاشان الذي استبعد هذه المرة ممثله الوفي ماتيو آلماريك، مقدّما البطولة لليا سايدو في فيلم يبدو أنّ ٨قصّته لا تقلّ تعقيدا عن “أشباح إسماعيل Les fantômes d’Ismael ” الذي افتتح بدوره مهرجان كان سنة 2017 .
كما نجد ستة عشر فيلما في مسابقة “نظرة ما” من بينها الفيلم الجزائري بابيتشا لمنية مدوري وآدم للمخرجة المغربية مريم دوزاني