من طالب بكليّة الطبّ بأوكرانيا الى سائق لوّاج

وانت تدخل محطة سيارات الأجرة ” لواج” بقفصة يشد انتباهك تداخل أصوات أصحاب السيارات وهم ينادون المسافرين فتسمع من بينها صوت حافظ حسين وهو شاب في العقد الثالث من عمره تظهر عليه ملامح البشاشة يدعو المسافرين إلى تونس العاصمة.
درس حافظ بمعهد ابن راشد بمدينة قفصة أين نجح سنة 2010 في امتحان البكالوريا شعبة الرياضيات ليهاجر بعدها إلى أوكرانيا لدراسة الطب تلبية لأمنية والده .
يقول حافظ إنه قضى السنوات الثلاثة أو الأربعة الأولى يدرس بتفوّق ولأسباب خاصة قرر العودة إلى تونس بعد ست سنوات رغم حصوله على عدة شهادات تثبت تفوّقه .
خلّف قرار العودة المفاجئ صدمة لعائلته التي كانت تمنّي النفس بتخرج إبنها طبيبا، يوم هاتف حافظ والدته من أحد مطارات فرنسا يخبرها بعودته النهائية إلى تونس .
يذكر حافظ أنه في سنة 2013 أثناء الغزو الروسي لجزيرة القرم كيف قطع الغاز عن المدينة التي يدرس فيها وكيف اضطر هو وزملاؤه إلى التدفئة بالحطب لمقاومة برودة الطقس .
سند حافظ في الحياة كان والده رضا حسين الذي دعمه في الحصول على رخصة السياقة وعلى البطاقة المهنية ليصبح سائق سيارة أجرة.
يتابع حافظ القول :” دخلت هذه المرحلة وأنا لا أعرف حتى محطة منصف باي بالعاصمة رغم معرفتي بالطريق ” ولكن الآن تغيرت المعطيات وأصبحت تربطه بزملائه السائقين روابط جيدة فهم ينادونه ب ” الدكتور ” حيث يشعر بالاعتزاز بالعمل في هذا القطاع رغم وعد والده بترسيمه بإحدى الجامعات الخاصة لمواصلة دراسة الطب.
ويردف حافظ قائلا: ” لو تتاح الفرصة لي للعودة إلى مقاعد الدراسة سأعود إلا أنني فخور وراض بما أنا عليه اليوم .”
واختتم حديثه بأنه يعرف الكثير من زملائه السابقين من الطلبة كان مصيرهم مثل مصيره انقطعوا عن دراسة الطب وعادوا إلى تونس ويشتغلون في مهن أخرى .
عماد التومي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى